تعيش الكلية متعددة التخصصات بالعرائش على إيقاع احتجاجات غير مسبوقة، بعد وفاة طالب يتحدر من مدينة القصر الكبير، إثر سقوطه من حافلة خاصة بالنقل الجامعي أمس الثلاثاء، ليقضي دهسا تحت عجلات الحافلة التي كان يتكدس فيها العشرات من الطلاب. وردد الطلبة الغاضبون في مسيرة احتجاجية اليوم الأربعاء، بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش، شعارات مناوئة للمسؤولين والمنتخبين بالإقليم، ومنددة ب"الإهمال" الذي يعانون منه، محملين إياهم مسؤولية وفاة الطالب "عمر". ورفع الطلبة المحتجون شعارات ضد رئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، محمد السيمو، وعامل إقليمالعرائش، العالمين بوعاصم، محملين إياهما مسؤولية وفاة الطالب. وقال أحد الطلبة في التظاهرة الاحتجاجية المنظمة بالعرائش: "إن الطالب المتوفى في الحادث المأساوي مات نتيجة الإهمال الذي يعاني منه الطلبة، ويتحمل مسؤوليته رئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير، وعامل عمالة العرائش". وأضاف الطالب في المسيرة التي تناقلها الطلاب عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن الطلبة "يركبون حافلات انقرضت، أجدادنا تنقلوا فيها للمشاركة في المسيرة الخضراء"، معتبرا أن "إقليمالعرائش هو الأسوأ والأكثر تضررا من حيث النقل الجامعي". وشدد الطالب ذاته على أن "الاحتجاجات ستستمر إلى غاية توفير وسائل نقل تليق بالطالب المغربي وتحفظ كرامته"، مؤكدا أن "الطلاب يحتجون من أجل إيصال صوتهم للجهات المسؤولة التي ظلت تراقب الوضع المزري منذ سنوات"، حسب تعبيره. وفي تعليقه على الاتهامات التي توجه إليه في الموضوع قال محمد السيمو، رئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، ونائب رئيس مجموعة جماعات وادي المخازن التي تدبر قطاع النقل بين الجماعات، إن "مسؤولية الاكتظاظ الذي أدى إلى وفاة الطالب يتحملها الجميع"، مؤكدا أن "هذا الوضع قائم بسبب قلة الحافلات". وأضاف السيمو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "انتقال الطلبة من القصر الكبير إلى العرائش يتم بثمن رمزي محدد في 5 دراهم، لكن عدد الحافلات قليل ولا تتوفر على الشروط والمواصفات الضرورية". وزاد المسؤول ذاته موضحا: "الأسبوع السابق أعطيت الصفقة لمجموعة وادي المخازن بإقليمالعرائش، وسنشترى 42 حافلة للنقل بين الجماعي"، مؤكدا أنه "إلى جانب توفير الحافلات هناك حل آخر يجري التداول بشأنه، وهو أن يدرس الطلبة من أبناء القصر الكبير في الكلية متعددة التخصصات التي أحدثت بالمدينة، وتنقصها فقط بعض التجهيزات". كما اعتبر السيمو أن "حادث الوفاة أمر الله وقدره"، وأن "الموت واحد والأسباب متعددة"، موردا أن "الطالب وصل أجله وكان سيتوفى سواء بهذا الحدث أو غيره"، وتابع: "الشركة التي تسهر على نقل الطلبة منذ سنوات وهي تساعدنا، *الله يجازيها بالخير، وماشي طاحت الصمعة علقوا الحجام*". وأبرز المتحدث ذاته أن "مدينة القصر الكبير تتوفر على عدد كبير من الطلبة"، موضحا أن "شعبة الاقتصاد لوحدها تضم تقريبا 2600 طالب، فيما يتجاوز عدد طلبة القانون 4 آلاف"، وأردف: "لذلك اجتهدنا وأنجزنا الملحقة، والكلية متعددة التخصصات باتت جاهزة في القصر الكبير؛ كان هناك نوع من التعثر في أشغال البناء، لكنها باتت جاهزة". وواصل السمو: "أمامنا 3 أسابيع أو أربعة سندبر النقل فيها، ونبحث إمكانية إيجاد أساتذة لتدريس طلبة الاقتصاد في القصر الكبير بشكل مرحلي، على أساس أن تبدأ العملية السنة المقبلة بشكل طبيعي"، وختم: "تجري اجتماعات مكثفة بين السلطات ورئاسة جامعة عبد المالك السعدي وعميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش لبحث هذا الموضوع".