أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها لقضايا ارتفاع عدد العاطلين عن العمل، ولتطورات الوضع في أوكرانيا في ضوء حالة تأهب الجيش الروسي، ولوفاة فنان الفلامينكو عازف القيثارة الشهير باكو دي لوسيا. ففي فرنسا، ركزت الصحف اليومية على ارتفاع معدل البطالة في يناير الماضي حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن "فرنسا سجلت أزيد من خمسة ملايين من العاطلين عن العمل في يناير، وهو رقم قياسي"، معتبرة أن "هدف الرئيس فرانسوا هولاند هو عكس الاتجاه التصاعدي للبطالة ". أما (لاتريبون) فقالت إن "الأشهر تمر وتتشابه، وإن شهر يناير من عام 2014، لم يعرف أي معجزة حيث تواصل عدد الباحثين عن العمل في الارتفاع". وأضافت أنه في هذه المرحلة لا مجال للحديث عن معجزة انعكاس المنحى التصاعدي للبطالة، الذي كان متوقعا نهاية عام 2013، والذي أعلن عنه مرارا وتكرارا من قبل فرانسوا هولاند، مشيرة إلى أن الوصول إلى هذا الهدف يبدو أنه سيؤجل إلى تاريخ أبعد بكثير. وفي إسبانيا، شكل رحيل باكو دي لوسيا أسطورة الفلامنكو الإسبانية عن سن السادسة والستين، أبرز اهتمامات الصحف، إلى جانب تطور الوضع في أوكرانيا. وهكذا كتبت صحيفة (لا راثون)، مع صورة كبيرة لهذا الفنان، أن أفضل عازفي القيثارة الإسبان وأسطورة الفلامنكو باكو دي لوسيا توفي بالمكسيك عن سن السادسة والستين، مشيرة إلى أن العالم "ودع" مايسترو مايستروهات الفلامنكو. وتساءلت اليومية هل سيكون هناك "خليفة" لباكو دي لوسيا، معتبرة أنه "من الصعب" العثور على شخصية أخرى لهذا الفن، بعد فقدان إنريكي مورينتي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "وداعا العبقري المتواضع"، أن باكو دي لوسيا ظل، إلى آخر لحظة، قبل رحيله عن سن السادسة والستين، يقوم بنقد ذاتي مشددا، دوما، على أنه غير راض عن عمله. وأوردت اليومية أن باكو فارق الحياة أمس إثر أزمة ألمت به وهو على شاطئ بالقرب من منزله في كانكون بالمكسيك. وبدورها، نشرت صحيفة (أ بي سي)، على صفحتها الأولى، صورة كبيرة لهذا الفنان، مشيرة إلى أن باكو دي لوسيا، المزداد بالجزيرة الخضراء (جنوب إسبانيا) سنة 1947، "توفي أمس الأربعاء بينما كان يلعب كرة القدم مع ابنه في المكسيك". وأضافت هذه اليومية، التي خصصت صفحات كاملة لمسار هذا الفنان، أن دي لوسيا توجه سيرا على الأقدام إلى أقرب مستشفى، لكن الموت أدركه بقسم المستعجلات. كما تطرقت الصحف، من جهة أخرى، للوضع في أوكرانيا بعد تعيين رئيس جديد مؤقت. وكتبت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، أن "روسيا أججت الأزمة من جديد بوضع قواتها في حالة تأهب"، مشيرة إلى أن موسكو أمرت بمناورات عسكرية على المناطق الحدودية مع أوكرانيا، فيما زادت التوترات الانفصالية بهذا البلد. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد ما قوامه 150 ألف جندي، و120 مروحية و90 طائرة و80 سفينة حربية على الحدود. وفي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في أوكرانيا الذي أفردت له حيزا هاما من صفحاتها، حيث ركزت صحيفة (دي فيلت)، في تعليقها، على موقف روسيا بشأن هذا الوضع، واعتبرت أن الرئيس فلادمير بوتين لن يستطيع تأسيس "مملكة الروس" بدون أوكرانيا، وأن أي حرب، في اعتبار الصحيفة، ستكون لها عواقب وخيمة على الجميع. وأبرزت الصحيفة أن روسيا تضغط لأنها تعتمد على أوكرانيا في نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضيها وصولا إلى أوروبا والغرب. أما صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه) فكتبت أنه لا يمكن القول بأن الساسة الروس دعوا صراحة إلى تقسيم أوكرانيا، لكنهم غالبا ما يدعون الانفصاليين الناطقين بالروسية إلى التعبير عن ذلك بشكل أو بآخر وممارسة الضغوط، مشيرة إلى أن القيادة الروسية "تظهر نفسها على أنها لا ترغب إلا في مصلحة المواطنين في أوكرانيا" معتبرة في نفس الوقت أن ما يقع في المنطقة من تجاذب "خطير للغاية". ومن جانبها، علقت صحيفة (دي تسايت) بأن الأوكرانيين يشعرون بالمرارة لأنهم يرون أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ما يزال بعيد المنال إلا أنهم مع ذلك، أظهروا رغبتهم الحقيقية في الانتماء لأوروبا. وذكرت الصحيفة بأن التاريخ الحديث لأوروبا، شهد عدة حالات لدول كبولندا التي عانت قبل 20 سنة من الفساد، وأيضا لاتفيا الواقعة في بحر البلطيق بأوروبا الشمالية وتوجد بها أقلية روسية، ثم استونيا التي انفصلت هي الأخرى عن الاتحاد السوفيتي السابق، فتمكنت كل هذه الدول من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (برلينغ تسايتونغ) أن الرئيس الأوكراني المخلوع، فيكتور يانوكوفيتش، طلب من موسكو حمايته وضمان سلامته مما سماهم ب"المتطرفين" الذين استولوا على السلطة في كييف، ملاحظة أن الرئيس المخلوع ما يزال مصرا على أنه الرئيس الشرعي للدولة في الوقت الذي أصدرت فيه الداخلية الأوكرانية مذكرة اعتقال بحقه وبحق مسؤولين آخرين بتهمة القتل الجماعي للمدنيين. وأضافت الصحيفة أنه ردا على التوتر المتزايد في شبه جزيرة القرم تقوم القوات الروسية بالتأهب لإعداد القوات المرابطة على أراضي المناطق العسكرية الغربية والوسطى، فيما بدأت الوحدات العسكرية الواسعة النطاق الانتقال إلى مناطق محددة. وفي بريطانيا، تطرقت الصحف لمحاكمة الإسلاميين البريطانيين المتشددين المتهمين بقتل جندي بريطاني، سبق له العمل في أفغانستان، في ماي الماضي بالسلاح الأبيض، وهي الجريمة التي أثارت جدلا واسعا في أرجاء المملكة المتحدة. وكتبت صحيفة (التايمز) أن القضاء أدان المتهمين الإثنين، وهما من أصول نيجيرية، بالسجن مدى الحياة للمتهم الأول ولمدة 45 سنة على الأقل للمتهم الثاني. وذكرت الصحيفة بقيام مايكل أديبولاجو (29 سنة) ومايكل إديبووالي (22 سنة)، اللذين اعتنقا الإسلام قبل ارتكاب جريمتهما بوقت قريب، بقتل الجندي لي ريغبي في وضح النهار. وتطرقت صحيفة (الغارديان) إلى حيثيات وتداعيات الجريمة، التي استهدفت الجندي لي ريغبي (25 سنة) في وضح النهار، أثناء توجهه إلى ثكنته بحي وولويتش (جنوب شرق لندن). وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الشهود وثقوا للجريمة عبر هواتفهم المحمولة التي تظهر كيف وقف أديبولاجو "يخطب" أمام الكاميرا يحمل ساطورا ويديه مخضبتين بدماء ضحيته، مؤكدا أنه كان ينتقم للمسلمين الذين قتلوا على يد الجنود البريطانيين. أما صحيفة (الديلي ميرور)، فنشرت من جهتها، صورا لمرتكبي الجريمة الشنيعة التي صدمت بريطانيا، مبرزة أن القاتلين قاما بدهس الضحية بسيارتهما قبل أن ينهالا عليه طعنا بالسكاكين والتمثيل بجثته تحت أنظار المارة المشدوهين لفداحة الجريمة. ومن جانبها، خصصت صحف (الديلي تلغراف) و(الديلي ميل) و(الديلي ستار) و(الديلي اكسبريس)، حيزا واسعا من تغطيتها لهذا الموضوع، للحديث عن أجواء الفوضى والشغب التي سادت قاعة المحكمة لعدة دقائق، وذلك بعد قيام المتهمين بالاعتداء لفظيا على القاضي أثناء نطقه بالحكم. وفي روسيا، تناولت صحيفة (كوميرسانت)، مستشهدة بنتائج استطلاعات للرأي أنجزها "مركز ليفادا"، معارضة الروس لحركة الاحتجاج وما يحدث في أوكرانيا، دون التعبير عن تضامنهم مع الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وكشف الاستطلاع عن تبني الروس لنظرة سلبية لممارسات المحتجين في ساحة الاستقلال وسط العاصمة كييف، حيث أعرب 36 في المائة ممن استطلعت آراؤهم عن امتعاضهم من هذه الاحتجاجات، بينما عبر 15 في المائة منهم عن قلقهم إزاء ما ستنتهي إليه هذه الأحداث و12 في المائة اعتبروا أن ما يحدث في اوكرانيا يثير حساسيتهم. أما صحيفة (فيدوموستي) الروسية فأشارت إلى أن سكان جمهورية القرم لا يؤيدون في معظمهم انسلاخها عن الجسد الأوكراني، شأنهم في ذلك شأن التتار الذين لا تمثل نسبتهم أكثر من 15 في المائة من السكان. والملفت في هذا الوضع بالجمهورية، تضيف الصحيفة، أن المحتجين في المعسكر التتري رغم تأييدهم لاحتجاجات ساحة الاستقلال في عاصمة البلاد كييف يرفضون وبشكل قاطع جميع النزعات الانفصالية. واعتبرت الصحيفة أن الحفاظ في المرحلة الراهنة على الوجود الروسي في شبه جزيرة القرم يصب في مصلحة روسياوأوكرانيا على حد سواء. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) للوضع في القرم حيث تنفس الموالون لروسيا الصعداء يوم أمس فور إعلان موسكو عن مناورات مباغتة واسعة النطاق لاختبار جاهزية قواتها المسلحة.