في لقاء حول الأمن الغذائي، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية، عن "معركة مشتركة بين الرباطوباريس، وبين إفريقيا وأوروبا عموما، لتحقيق السيادة الغذائية". وأضاف ماكرون، في اللقاء الذي نظمه المجمع الشريف للفوسفاط تحت عنوان "آفاق التعاون الفرنسي المغربي من أجل التحول نحو النظم الزراعية والغذائية المستدامة في إفريقيا"، اليوم الأربعاء، أن "عدد سكان العالم في تزايد مستمر. وفي الوقت الحالي، من بين ثمانية مليارات نسمة، لا تزال أعداد كبيرة تعاني من المجاعات في بعض المناطق، وأيضاً بعض المجتمعات تعاني من سوء التغذية الحاد". وأكد أن "العالم بحاجة إلى زيادة الإنتاج الغذائي، مع تقليل المدخلات، وفق قواعد جديدة مستندة إلى أبحاث علمية تساهم في تغيير نماذج الإنتاج الغذائي". وأشار الرئيس الفرنسي إلى "مشكلة التنمية والفرص المتاحة التي تعترض مئات الملايين، بل مليارات السكان، إضافة إلى مشكلة تغير المناخ"، مشيدا بالمشاريع التي أطلقها المكتب الشريف للفوسفاط في مجال التشجير. وفي هذا السياق، ذكر أن "تحقيق السلام والاستقرار في العالم هدف مهم أيضا، خاصة في مناطق مثل بحيرة تشاد، التي تعاني لأسباب أمنية وأخرى متعلقة بتغير المناخ، مما أدى إلى نزوح السكان وأزمة في التنمية، وقد استغلت ذلك الجماعات الإرهابية ومنظمات الاتجار بالبشر والمخدرات، مما ساهم في حالة من عدم الاستقرار". وأضاف ماكرون أن "النموذج الفرنسي والأوروبي التقليدي في الإنتاج الغذائي ساهم في تحقيق أهداف ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكنه بحاجة إلى التحديث ليتماشى مع التكنولوجيا المتقدمة، مما سيساهم في مضاعفة الإنتاج الزراعي والغذائي". وأكد الرئيس الفرنسي أن "القناعة التي يسعى لتعزيزها في إطار ما يسمى اتفاق باريس للشعوب والكوكب، هي شراكة بين الشمال والجنوب، تهدف إلى الابتعاد عن فكرة إملاء الشمال على الجنوب كيفية العمل أو الالتزام بالأهداف المناخية"، وأن "الهدف الثاني هو تحقيق الاستقرار الجيو-سياسي، خدمة للأهداف الغذائية والتنموية". واعتبر ماكرون أن "بين المغرب وفرنسا، وإفريقيا وأوروبا عموما، توجد معركة مشتركة، وهي تعزيز استراتيجية البروتينات النباتية. فقد اعتمدت أوروبا على استيراد البروتينات النباتية لعقود، وقررنا استعادة السيادة في هذا المجال، وهذا جزء من استراتيجية الاتحاد الأوروبي. وتحتاج القارة الإفريقية أيضا إلى بناء وتعزيز هذه السيادة، وأعتقد أن هذه معركة مشتركة".