أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، اهتمامها، على الخصوص، لتدخل رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، أمام البرلمان، ولزيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإسرائيل رفقة عدد من أعضاء حكومتها وللمواقف التي أفرزتها هذه الزيارة حول عدد من القضايا، ولإرجاء البرلمان الأوكراني تشكيل الحكومة الجديدة. ففي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول تدخل رئيس الحكومة المحافظة، ماريانو راخوي، أمس أمام البرلمان. وهكذا تناولت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "راخوي يعلن نهاية الأزمة ويثنى على تعزيز فرص العمل"، خطاب الزعيم الإسباني، أمس في افتتاح النقاش السنوي حول حالة الأمة أمام مجلس النواب، والذي أشاد فيه بتصحيحه وضع البلاد وتوقعه نموا اقتصاديا تصاعديا بنسبة 1 في المائة سنة 2014 وبنسبة 1,5 في المائة في 2015. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن راخوي "قدم أرقاما تظهر تغير منحى الاقتصاد الإسباني"، مبرزة أن رئيس الحكومة الإسبانية أعلن عن سقف 100 أورو شهريا كمساهمة في الضمان الاجتماعي بالنسبة لعقود العمل الجديدة. وأوردت اليومية، من جهة أخرى، تدخل رئيس المعارضة الاشتراكي الفريدو بيريز روبالكابا الذي اتهم رئيس الحكومة بأنه المسؤول عن "معاناة الشعب". وبدورها، كتبت صحيفة (لاراثون) أن رئيس الحكومة أشار إلى "نقص الحجج" لدى روبالكابا في "خطاب كله أمل" تميز بإعلان "تخفيضات ضريبية" و"تدابير" لفائدة الأكثر هشاشة "أمام معارضة بدون اقتراحات". وسلطت الصحف البريطانية الضوء على قرار حفظ المتابعة القضائية في حق إيرلندي متهم بالقتل في أعقاب اعتداء نفذه الجيش الجمهوري الإيرلندي سنة 1982 بلندن. وانتقدت صحيفة (الديلي تلغراف) النظام القضائي البريطاني الذي أتاح لجون أنتوني داوني (62 سنة) فرصة الإفلات من العدالة بعد ضلوعه في تفجير قنبلة بحديقة هايد بارك، والتي استهدفت مجموعة من فرقة الخيالة الملكية التابعة لحرس قصر باكينغهام. وأضافت الصحيفة أن "أسر ضحايا الاعتداء أحسوا بخيانة النظام القضائي لهم والذي مكن هذا المجرم من الإفلات من العقاب بسبب عيوب في المساطر التي اتبعتها الشرطة". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (التايمز) أن الهجوم كان أحد أهم الاعتداءات التي نفذها الجيش الجمهوري الإيرلندي في قلب العاصمة بلندن حيث تم وضع قنبلة بداخل سيارة لتفجيرها أثناء مرور فرقة الخيالة الملكية. وأشارت إلى أن الهجوم أسفر عن مصرع أربعة جنود وجرح أزيد من عشرين آخرين كما خلف نفوق سبعة خيول. ومن جهتها، وجهت صحيفة (الاندبندنت) انتقادات شديدة للمنظومة القضائية التي أتاحت الفرصة للمتهم الأول في اعتداء هايد بارك للإفلات من العدالة بسبب رسالة رسمية صادرة سنة 2007 تؤكد على أنه سيكون بمنأى من أي متابعة قضائية. واعتبرت أنه سيكون للقرار ردود فعل على باقي الأشخاص المتورطين في مشاكل واعتداءات في إيرلندا الشمالية، مشيرة إلى أن أعمال العنف الطائفية بين الانفصاليين الكاثوليكيين والوحدويين البروتستانت تسببت في مصرع 3500 شخص على مدى ثلاثين سنة، قبل أن يتم وضع حد لها نتيجة اتفاق الجمعة العظيمة في سنة 1998، مضيفة أن العديد من المتورطين في هذه الاعتداءات حصلوا على رسائل مماثلة. وفي ألمانيا، ركزت الصحف على الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لإسرائيل مع عدد من أعضاء حكومتها والمواقف التي أفرزتها هذه الزيارة حول عدد من القضايا. وكتبت صحيفة ( فولكشتيمه) أن المستشارة الألمانية ميركل توجهت إلى إسرائيل في وقت تشهد فيه عملية السلام في الشرق الأوسط حالة جمود، وهو ما يعني، في اعتبار الصحيفة، زيادة خطر احتدام الصراع في المنطقة، مشيرة إلى أن ميركل تحاول إحراز تقدم في المفاوضات بالشرق الأوسط وتوسيع العمل الجماعي المكثف. وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين البلدين ذهبت إلى حد اعتزام ألمانيا تمثيل إسرائيل قنصليا في الدول التي ليس لإسرائيل فيها قنصليات إلا أن أنغيلا ميركل رغم كل ذلك تصر على حل الدولتين، وترى أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية ستأتي بنتائج عكسية تماما. أما صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه تسايتونغ) فاستنتجت "أنه لا جدال في أن العلاقات الألمانية الإسرائيلية الثنائية غير قابلة للمقارنة بالعلاقات مع الدول الأخرى"، ولكن تقول الصحيفة هناك بعض القضايا يظهر فيها خلاف واضح بين البلدين . وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية هي واحدة من هذه القضايا الخلافية، التي يقول بشأنها دائما رئيس الوزراء نتنياهو إن "المشاكل مع الفلسطينيين يمكن التغلب عليها، لكن دون أن يشرح كيف". ومن جانبها، لاحظت صحيفة (سيليشه تسايتونغ) أن أنغيلا ميركل لمحت أمس بأنها لا تتفق دائما مع بنيامين نتنياهو، لكنها في نفس الوقت تعارض محاولات مقاطعة إسرائيل، ليس فقط بسبب الشعور بالذنب والمسؤولية التاريخية لألمانيا، و"لكن أيضا لأن إسرائيل ما زالت الديمقراطية الفاعلة الوحيدة في الشرق الأوسط" على حد قول الصحيفة. واعتبرت صحيفة ( زودكوريير) أن ضبط النفس أمر مفيد بالنسبة للشركاء في الاتحاد الأوروبي من أجل الدفع بحل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الحملات التي يلوح بها الاتحاد الأوروبي بخصوص موضوع المستوطنات عبر مقاطعة البضائع القادمة من الأراضي المحتلة، يمكن ألا تأتي بنتائج جيدة، خصوصا وأن "الضحايا سيكونون بالتأكيد العمال الفلسطينيين، على وجه الخصوص، وهو ما قد يقلص من فرص تحقيق السلام ". وفي روسيا، اهتمت الصحف بإرجاء البرلمان الأوكراني تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن كان من المقرر البت فيها أمس الثلاثاء، نظرا لبروز خلافات حول الشخصيات المرشحة للحقائب الوزارية في حكومة وفاق وطني كثر الحديث عنها . وفي هذا الصدد اعتبرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا)، في تعليق على التجاذبات التي بدأت في أروقة البرلمان الأوكراني، أن الحديث عن تشكيل حكومة وفاق وطني في أوكرانيا أصبح طي النسيان، مرجحة أن تكون المعارضة الممثلة بأرسيني ياتسينيوك وفيتالي كليتشكو قد أرادت تشكيل حكومة كفاءات وطنية يكون بمقدورها، خلال المرحلة التي ستمتد حتى انتخابات الرئاسة، تطبيع الوضع الاقتصادي في البلاد. وكتبت صحيفة (اربي كاديلي ) أن "مفوض" اعتصام ساحة الاستقلال وسط كييف أندريه باروبي يعد المرشح الوحيد لشغل منصب وزير الدفاع الأوكراني، مذكرة بأن باروبي كان تقدم إلى البرلمان، غير ما مرة، بمشاريع قوانين حول عدم بقاء أسطول البحر الأسود الروسي في قاعدته بسيفاستوبول الأوكرانية، في وقت يتلخص فيه موقف حزب "باتكيفشينا" الذي تسلم أعضاؤه جميع المناصب الحساسة في البلاد بضرورة إخلاء روسيا لقاعدتها البحرية في سيفاستوبول مع حلول نهاية العام 2017. أما صحيفة (فيدوموستي) فأبرزت المنافسة التي اشتدت بين المنتصرين بعد أحداث ساحة الاستقلال لتقاسم المناصب، الأمر الذي يفسر إرجاء البرلمان تسمية رئيس الوزراء الأوكراني الجديد لتشكيل حكومة الوفاق الوطني المنتظرة. وفي الشأن السوري نقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) عن صحيفة (نيويورك تايمز) ما مفاده أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ووكالة الأمن القومي خططتا لحرب إلكترونية ضد سورية سنة 2011، والآن عادتا إلى هذه الخطة من جديد.