يستحوذ المغرب على ما نسبته 24 في المائة من مشتريات الاتحاد الأوروبي من الأسمدة؛ محتلا بذلك المرتبة الثانية ضمن قائمة موردي الدول الأعضاء في هذا التكتل الأوروبي بعد روسيا، التي تتصدر المركز الأول بنسبة 29 في المائة من مشتريات بروكسل في هذا المجال، وفقا لما أفادت به وكالة "ريا نوفوستي" استنادا إلى بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات". وكشف المصدر نفسه أن مشتريات الاتحاد الأوروبي من الأسمدة الروسية بلغت مستويات قياسية في شهر يوليوز الماضي؛ غير أن بروكسل بدأت في خفض وارداتها من روسيا في نهاية شهر غشت، لتستقر عند 173 مليون يورو، بانخفاض شهري بلغ متوسطه 13 في المائة. وتُعد بولندا ورومانيا وإسبانيا من أبرز مستوردي الأسمدة الروسية داخل الاتحاد. وأشارت "ريا نوفوستي" إلى أن روسيا تواصل الصدارة في توريد الأسمدة للاتحاد الأوروبي رغم هذا التراجع، يليها المغرب في المرتبة الثانية، ثم مصر بحصة تبلغ حوالي 7 في المائة، متبوعة بالجزائر وكندا والأردن التي يستحوذ كل منها على نسبة 5 في المائة من واردات الأسمدة الأوروبية. وكانت بيانات أوروبية رسمية قد أظهرت أن المغرب ضاعف صادراته من الأسمدة الفوسفاتية إلى الاتحاد الأوروبي بما يقارب ثلاث مرات في شهر يوليوز الماضي؛ لتصل إلى نحو 111 مليون يورو من أصل 640 مليون يورو قيمة واردات الأسمدة، التي استوردها الاتحاد الأوروبي من الخارج. وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال رياض أوحتيتا، خبير زراعي، إن "روسيا تركز في إنتاجها على الأسمدة الأزوتية التي تُستخرج من الغاز، إذ تمتلك مخزونا كبيرا منه؛ فيما الدول التي تتوفر على احتياطيات مهمة من الغاز تكون لديها وحدات لإنتاج هذا النوع من الأسمدة. أما الجزائر، رغم احتياطياتها، فإنتاجها محدود في هذا المجال". وأضاف أوحتيتا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب يُنتج الأسمدة الفوسفاتية، التي تُعتبر عنصرا مهما في تحسين إنتاجية النباتات، ويمثل فاعلا رئيسيا في إنتاج وتصدير هذا النوع من الأسمدة، الذي تعتمد عليه دول عديدة، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، لتعزيز أمنها الغذائي"، لافتا إلى أن "هذا الأمن يرتبط بثلاثة عوامل أساسية هي: التربة، والماء، والأسمدة. وبالتالي، فإن حاجة الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية تعزز حضور الأسمدة المغربية في السوق الأوروبية". وأبرز الخبير ذاته أن "الأسمدة الروسية لا تنافس الأسمدة المغربية داخل الاتحاد الأوروبي، لأن كلا البلدين يُنتج نوعا مختلفا من الأسمدة يناسب دورة معينة من حياة النباتات"، مؤكدا أن "تصدير الأسمدة بات ورقة رابحة للمغرب لتعزيز موقعه التفاوضي مع عدد من الدول، بهدف تأمين منتجات مثل الحبوب، خصوصا مع استمرار الجفاف وشح الأمطار".