استوردت البرازيل حوالي 100 مليون دولار أمريكي من الأسمدة المغربية في ماي الماضي، ليحتل بذلك المغرب الرتبة الثالثة ضمن قائمة موردي هذه الدولة اللاتينية على هذا المستوى بعد كل من روسياوكندا، حسب معطيات كشفت عنها وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، نقلا عن هيئة الإحصاء البرازيلية. وأوضح المصدر ذاته أن البرازيل زادت من إمداداتها من الأسمدة، خاصة من موسكو التي صدرت أكثر من 304 ملايين دولار منها إلى برازيليا، فيما صدرت كندا أسمدة إليها بقيمة 124 مليون دولار، وصدرت كل من إسرائيل والصين 62 و60 مليون دولار من الأسمدة إلى البلد ذاته تواليا. من جهتها رصدت دراسة حديثة لشركة التوريد الوطنية في البرازيل "كوناب" ارتفاعا كبيرا في واردات الأسمدة بنسبة قاربت 23 في المائة ما بين سنتي 2019 و2023، إذ تلقت البرازيل أكثر من 42 مليون طن من الأسمدة برسم العام الماضي، مقابل 34 مليون طن في العام 2019. وسجلت الدراسة التي تناقلتها وسائل إعلام برازيلية أن ولاية "ماتو غروسو" استوردت لوحدها عن 16,6 في المائة من مجموع الأسمدة المستوردة من الخارج، تليها ولاية "ريو غراندي دو سول" بنسبة 15,7 في المائة، متبوعة بولاية "بارانا" بنسبة 13,7 في المائة. في السياق ذاته أظهرت بيانات كشفت عنها شركة "فازكوميكس" البرازيلية، المتخصصة في تطوير برامج التجارة الخارجية، أن البرازيل تعد من أكبر مستوردي الأسمدة في العالم، إذ يعد هذا المنتج ذا أهمية بالغة بالنسبة للزراعة البرازيلية، مسجلة أن المزارعين البرازيليين استوردوا ما نسبته 23 في المائة من احتياجاتهم على هذا المستوى من روسيا سنة 2021، فيما استوردوا من المغرب ما نسبته 11 في المائة من احتياجاتهم المحلية برسم السنة ذاتها وبقيمة تجاوزت 1,5 مليار دولار أمريكي. وتفاعلا مع الموضوع قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن "البرازيل واعية تماما بأن تحسين الإنتاج الزراعي وتطويره لضمان الأمن الغذائي يقتضي أولا توفر مجموعة من المدخلات، على رأسها الأسمدة"، مضيفا أن "المغرب قادر بفضل مخزونه الفوسفاطي على مساعدة البرازيل وغيرها من الدول في تحقيق هذا المسعى". وأوضح أوحتيتا أن "المملكة المغربية اتجهت في السنوات القليلة الماضية إلى مضاعفة صادراتها من الأسمدة، تماشيا أولا مع تزايد الطلب العالمي عليها أمام ارتفاع حدة التقلبات المناخية، وتماشيا أيضا مع المقاربة الدبلوماسية الفوسفاطية التي أسس لها المغرب انطلاقا من مجاله الإفريقي من أجل تعميق التعاون وتعزيز الشراكات مع دول هذه القارة، التي يضم مجالها اليوم أكثر من 55 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة". وشدد الخبير الفلاحي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "المغرب يتمتع بأفضلية وميزة تضمن تموقعه في السوق البرازيلية للأسمدة، ذلك أن روسياوكندا على سبيل المثال تنتجان الأسمدة الآزوتية التي يحتاجها المحصول في بدايته، في حين أن المغرب ينتج ويصدر الأسمدة الفوسفاطية التي تحتاجها البرازيل لتطوير الإنتاج، وبالتالي فإن البلدين لا يفرضان أي منافسة على المغرب على هذا المستوى". وخلص المتحدث ذاته إلى أن "الأسمدة ورقة مربحة في يد المغرب من أجل توسيع وتنويع شراكته مع مجموعة من الدول، على رأسها البرازيل، إذ تشكل مدخلا مهما لتطوير العلاقات والارتقاء بالتعاون البيني، خاصة في ما يتعلق بالمبادلات التجارية".