في خطوة أثارت تساؤلات وتكهنات حول ضربة إسرائيلية وشيكة واستعدادات عسكرية إيرانية محتملة، أعلنت السلطات الإيرانية إلغاء جميع الرحلات الجوية في بعض مطاراتها من الساعة التاسعة مساء اليوم الأحد وحتى السادسة صباح الاثنين. وصرح جعفر يزرلو، المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية، بأن الإلغاء جاء نتيجة "قيود تشغيلية"، لكنه لم يذكر تفاصيل إضافية عن طبيعة تلك القيود. هذا القرار يأتي في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، بعد سلسلة من الأحداث المتسارعة التي شملت إطلاق إيران 200 صاروخ على إسرائيل في هجوم هو الثاني من نوعه خلال الأشهر الستة الماضية. إيران أوضحت أن الهجوم جاء "انتقامًا" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على بيروت. وقد زادت هذه التطورات من احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين. في رد على الهجمات الصاروخية الإيرانية، توعدت إسرائيل بأنها ستجعل إيران "تدفع ثمنًا باهظًا". وأكد مصدر عسكري إيراني أن طهران مستعدة للرد على أي هجوم إسرائيلي، مشيرًا إلى أن إيران تمتلك "بنك أهداف واسعة داخل إسرائيل" وأن الهجوم الأخير أظهر قدرتها على "تدمير أي نقطة" في إسرائيل. على الجانب الآخر، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت استعداد إسرائيل للرد على أي تهديد إيراني، مشددًا على أن الهجمات الإيرانية لم تؤثر على القدرات العسكرية الإسرائيلية. وقال غالانت إن أي محاولة إيرانية لإلحاق الأذى بإسرائيل ستواجه برد مماثل لما حدث في غزةوبيروت. في إطار تعزيز الروح المعنوية داخل إيران، منح المرشد الأعلى علي خامنئي وسامًا عسكريًا رفيعًا لقائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، الذي أشرف على الضربات الصاروخية ضد إسرائيل. ويعد هذا التكريم بمثابة رسالة واضحة على استمرار التصعيد من الجانب الإيراني. في الوقت نفسه، تزايدت التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل سترد بضربة عسكرية على المنشآت الإيرانية، خاصة مع دعوات من سياسيين إسرائيليين بارزين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاتخاذ إجراءات قوية ضد طهران. تقارير إعلامية أشارت إلى احتمال استهداف منشآت نفطية أو نووية إيرانية. من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من استهداف منشآت النفط الإيرانية، في محاولة لتجنب تصعيد أكبر في المنطقة. بينما دعا المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، إلى تبني موقف أكثر صرامة ضد إيران، مؤكدًا أن على إسرائيل استهداف المواقع النووية الإيرانية. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، وصل وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد إلى جزيرة "خارج" التي تعد مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط الخام في إيران، في إشارة إلى استعداد طهران لأي هجوم قد يستهدف منشآتها النفطية التي تشكل عنصرًا حيويًا في اقتصادها.