حل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستيفان دي ميستورا، في الساعات الأولى من اليوم الخميس، بمطار تندوف، على متن طائرة مدنية جزائرية قادمة من العاصمة الجزائر، وذلك قبل التوجه إلى مخيمات تندوف لعقد لقاءات مع قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية. وكان في استقبال ستيفان دي ميستورا، الذي يزور مخيمات تندوف رفقة عدد من مساعديه، كل من والي ولاية تندوف، ومسؤولين مدنيين وعسكريين جزائريين، فضلا عن ممثل جبهة البوليساريو بنيويورك ومنسقها مع بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو)، سيدي محمد عمار. ومن المرتقب أن يعقد الوسيط الأممي سلسلة من اللقاءات والاتصالات تشمل مختلف قيادات البوليساريو، وتختتم مساء اليوم بلقاء مطول مع أمينها العام إبراهيم غالي، وذلك في سياق المشاورات التي يجريها دي ميستورا بهدف إقناع الطرف الانفصالي بالالتزام ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي تنصلت منها الجبهة في نونبر 2020، وتعد من أهم العراقيل التي تواجه الأممالمتحدة في عودة الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل إلى المفاوضات المباشرة. وتأتي هذه اللقاءات قبيل الإحاطة التي ينتظر أن يقدمها المبعوث الأممي في 10 أكتوبر الجاري، أمام أنظار مجلس الأمن الدولي، وتتضمن نتائج اللقاءات والمشاورات التي أجراها مع ممثلي الأطراف المعنية والفاعلين الدوليين في هذا النزاع الإقليمي، بهدف تحريك العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي. وكان المبعوث الشخصي، ستيفان دي ميستورا، أجرى عددا من اللقاءات والمحادثات مع مختلف الأطراف على هامش انعقاد أشغال الدورة ال 79 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، إذ التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الموريتانية، محمد سالم مرزوگ، بالإضافة إلى وزير الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف. حري بالذكر أن مجلس الأمن يواجه تحديات كبيرة في إعادة جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات المباشرة، وإحياء العملية السياسية المتوقفة منذ استقالة المبعوث الأسبق هورست كولر في ماي 2019، خصوصا أمام تعنت النظام الجزائري الذي يحاول فرض مسار جديد يعتمد على "مفاوضات مباشرة" بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ إلى جانب تنصل هذه الأخيرة في نونبر 2020 من الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأممالمتحدة، ومحاولات عرقلتها المتكررة تحركات وحدات بعثة المينورسو شرق الجدار العازل.