دعا عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، الجزائر إلى الاستيقاظ من حلم عصر الحرب الباردة، وذلك بعدما دعا ممثلها إلى استقلال الصحراء المغربية. وخلال ختام أشغال الدورة العادية التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ذكّر هلال الجزائر التي تنادي باستقلال الصحراء المغربية ب"نهاية الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية بحضورها تحت قبة المجلس نفسه". وردّ الدبلوماسي المغربي، في إطار حق الرد، أمس الاثنين، على ادعاءات الجزائر بشأن دعم المسلسل الأممي في ملف الصحراء، قائلا: "كل هذا أمر غير صحيح بتاتا، والعالم بأسره يعلم أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، تم تعيينه قبل 3 سنوات، فلماذا طيلة هذا الوقت لا توجد مفاوضات؟"؛ كما شدد على أن "غياب المفاوضات بكل بساطة سببه عدم رغبة الجزائر في العودة للمفاوضات". وهاجم هلال "تناقضات" الجزائر في ملف الصحراء، موردا أن "هذا البلد يرفض الحل السياسي، ويدعي دعم الجهود الأممية، وفي الوقت نفسه يضع التعجيز بعدم حضوره إلى طاولة المفاوضات"، لافتا إلى أن "الجميع يتمنى أن تتحمل الجزائر مسؤوليتها في هذا النزاع، خاصة أن اسمها يوجد في كل قرارات مجلس الأمن". وواصل السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة الرد على الادعاءات الجزائرية، معتبرا أن "المملكة لا تشوّه أو تغيّر الحقائق، بل الجزائر هي التي ترفض الاعتراف بمجموعة من الحقائق، أولها دعم 199 دولة عضو في الأممالمتحدة للحكم الذاتي المغربي بالصحراء، واللائحة تتوسّع بالاتحاد الأوروبي". والحقيقة الثالثة التي ترفض الجزائر الاعتراف بها هي "29 قنصلية بمدينتي العيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية المغربية، فيما الرقم 30 قريب، كما توجد العديد من الدول القادمة في اللائحة"، وفق المتحدث ذاته، داعيا الجزائر إلى "تغيير النظارات لرؤية الحقيقة، التي يبقى أهمها بالإضافة إلى ما سبق التطور الاقتصادي والتنموي بالصحراء المغربية". كما أشار هلال إلى أن "الجزائر هي أم الأزمات في منطقة الساحل والصحراء، إذ تحتضن إرهابيين داخل ترابها"، مشددا على أن "موجة الإرهاب والتوتر بمنطقة الساحل والصحراء موجودة، وأسبابها الحقيقية تقف على يد الجزائر، التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا تحترم مبادراتها، وخياراتها السياسية". وأكد الدبلوماسي المغربي أن "العالم يجب أن يعي أن هذا الخطاب تجاه الجزائر يأتي وهذا البلد يحرص في كل يوم على تدريب عناصر البوليساريو، واستضاف على مدار نصف قرن إرهابيين على أرضه، وسمح لهم طيلة هذه المدة بالمرور نحو أرضنا المغربية للهجوم عليها".