في خطاب متماسك المحاور والأفكار، ويغلب عليه الطابع الاقتصادي، أكد الملك محمد السادس أن القارة الإفريقية تحتاج إلى مشاريع اقتصادية وبرامج تنموية واجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية، مبرزا "التزام المغرب الكامل بانتمائه الطبيعي للقارة السمراء". وقال الملك، في الخطاب الذي ألقاه اليوم في حفل افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان، إن القارة الإفريقية ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية، أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". وتابع العاهل المغربي، الذي حل أمس الأحد بالكوت ديفوار في سياق جولة تقوده إلى أربعة دول إفريقية، بأن "إفريقيا قارة كبيرة بقواها الحية، وبمواردها، وإمكاناتها، فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية، ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة، لذا، فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا". ولفت الخطاب الملكي ذاته إلى أنه "إذا كان القرن الماضي قرن الانعتاق من الاستعمار بالنسبة للدول الإفريقية، فإن القرن ال21 ينبغي أن يكون قرن انتصار الشعوب على آفات التخلف والفقر والإقصاء". ونبه الملك إلى أن "الدبلوماسية التي كانت في السابق تعتبر أداة لتعزيز العلاقات السياسية، مطالبة اليوم لأن تعطي الأولوية للبعد الاقتصادي الذي يشكل إحدى الدعامات التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية". ويشرح العاهل المغربي متحدثا إلى الحضور الإيفواري ""اليوم، كما الأمس، توجد العلاقات الدبلوماسية في صميم التفاعل القائم بين بلدينا، غير أنه نظرا للتحولات العميقة التي يشهدها العالم فقد أضحى من الضروري ملاءمة، الآليات التي تنبني عليها هذه العلاقات مع المعطيات الجديدة على أرض الواقع". وعرج الخطاب الملكي على أهمية المشاريع الاقتصادية سواء كانت كبرى أو صغيرة، "سيكون من الوهم الاعتقاد بأن هناك فرقا بين المشاريع الصغرى والكبرى، فكل المشاريع متساوية في أهميتها، مادامت ذات جدوى، وموجهة لخدمة المواطن" يؤكد العاهل المغربي.