تزينت مدينة سلا، مساء اليوم الأحد، ب"موكب الشموع"، الذي جاب أبرز شوارع المدينة احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف. وتعد هذه المناسبة عادة سنوية تحتضنها جارة العاصمة. وسجلت هذه السنة نسبة حضور مهمة، حيث حج جموع من المواطنين والمواطنات لمتابعة عروض الفرق التي حطت الرحال بسلا للاحتفال بهذه المناسبة، قادمة من مختلف جهات المملكة. وكعادتها عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تزينت ساحة الشهداء قرب باب بوحاجة وسورها التاريخي الشاهد على عراقتها ب"موكب الشموع". وفي تصريح لجريدة هسبريس، قال الحاج عبد المجيد الحسوني، أحد منظمي هذه التظاهرة والموانئ إلى "الشرفاء الحسونيين"، إن سلا تزهو اليوم بموكبها وشموعها احتفالا بعيد المولد النبوي الشريف كسائر مدن المغرب من طنجة للكويرة في ظل الملك محمد السادس. وأبرز أن "موكب الشموع يرجع أصله إلى الفترة التي ذهب فيها أحمد منصور الذهبيّ بمعية أخيه إلى إسطنبول وصادفا احتفالات المولد هناك، فأعجبهما، وعندما أصبح ملكا نادى صناعا من سلا ومراكش وشخص لهم تلك الاحتفالات، وبعد انتصار المغاربة في معركة وادي المخازن كان الاحتفال احتفالين، حيث صادف ذلك ذكرى المولد النبوي". وأضاف المتحدث ذاته أنه منذ ذلك الوقت ظل أحمد منصور الذهبي يحتفل ب"موكب الشموع"، وهو ما جعل سلا تحتفل أيضا بشموع مزخرفة بالألوان وتتناغم مع هندسة الفسيفساء والهندسة المغربية الأندلسية. وأوضح أن الاحتفال هو تبيان للقيم الإسلامية والفكر الإسلامي المستنير للعالم، ويأتي للتأكيد على أن الدين الإسلامي دين تعاون وتآخ بين الشعوب، إضافة إلى ترسيخ هذه القيم لدى الأجيال الصاعدة. ولفت المتحدث ذاته إلى أن ما يميز الموكب هذه السنة هو النقلة النوعية بالرعاية الموصولة للملك محمد السادس، الذي يحث على غرس القيم الإسلامية والحفاظ على التراث المادي واللامادي، مضيفا أنه خلال هذه السنة شاركت فرق دينية من فاس ووزان ومولاي يعقوب، إضافة إلى الفرق المحلية، مع لوحة تعبر عن مغربية الصحراء.