احتفاء بذكرى مولد خير الأنبياء والمرسلين، بدَت مدينة سلا في كامل بهجتها، مساء اليوم السبت، بعدما غيّبت جائحة "كورونا" الاحتفال السنوي بهذه المناسبة عن شوارعها ثلاث سنوات متتالية. وكعادتها كل سنة، عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تزيّنت "حاضرة القراصنة"، لاسيما ساحة الشهداء قرب باب بوحاجة وسورها التاريخي الشاهد على عراقتها، بطواف "موكب الشموع" الذي جاب أبرز شوارع المدينة. وكان لافتا هذه السنة الحضور الجماهيري القياسي، حيث التأمت جموع المواطنين والمواطنات لمتابعة عروض فرَق أتت للاحتفال من مختلف جهات المملكة. كما تم، بعد صلاة عصر اليوم السبت، تدشين معرض للصور يؤرخ ل"موكب الشموع" منذ بداية القرن إلى العصر الحديث والزيارات الملكية والأميرية بقاعة الجماعة باب بوحاجة. وتم إعطاء انطلاق استعراض "موكب الشموع" بمشاركة الطوائف الدينية (عيساوة، كناوة، أحواش سلا واحمادشة)، وكذا الفرق الفلكلورية المحلية والوهنية جبالة وحيدوس وفرقة التنورة المصرية وكذا الفرقة الإفريقية الفلكلورية. وسيُستكمل برنامج الاحتفال هذه الليلة بزاوية عبد الله بن حسون، تحت إشراف عامل عمالة سلا عمر التويمي، وعمدة المدينة عمر السنتيسي، ورئيس مجلس العمالة نورالدين الأزرق، ورئيس جماعة بوقنادل عبد الصمد الزمزامي، ورؤساء مجالس المقاطعات والجماعات الحضرية وغرف الصناعة التقليدية والعصرية، ورؤساء المصالح الخارجية، فضلا عن الشخصيات المدعوة إلى حضور الحفل التقليدي الأصيل "رقصة الشمعة" على نغمات الموسيقى الأندلسية، والذي سيشارك فيه نخبة من موسيقيي الآلة بمدن فاسمكناس والرباط. وفي تصريح لجريدة هسبريس، قال الحاج محمد الحسوني، أحد منظمي هذه التظاهرة والموانئ إلى "الشرفاء الحسونيين": "نغتنم هذه الفرصة لنقدم التهنئة لساكنة سلا ولجميع المغاربة بهذه المناسبة العطرة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم". وتابع الحسوني في نبرة فرح لا تخطئها العين "ها نحن أعدنا هذه الاحتفالات التي كان يشتاق إليها كل المغاربة وكل السلاويين"، مضيفا "الحمدلله؛ يعود موكب الشموع وطوافه بعد ثلاث سنين من عدم تنظيمه بمدينة سلا التي ابتهجت بعودة تنظيم هذا الموكب الذي دأبنا عليه"، مشيرا إلى أن "الساكنة تنتظره بلهفة وشوق". وعن تاريخ موكب الشموع ودواعيه، قال الحسوني: "عندما زار السلطان أحمد منصور الذهبي مدينة إسطنبول، وأعجب بالطواف و"موكب الشموع" هناك؛ قرر أن يأخذ نذرا على نفسه حين عودته إلى المغرب وتنصيبه ملكا أن يقيمه سنويا في مدينة سلا". وخلص إلى أن "هذه العادة أثبتت أنها لا تنقطع ولا نريدها أن تنقطع، بل نشتغل على ضمان استمراريتها في حلة جديدة". يشار إلى أن فرقا فلكلورية قدمت من مناطق مختلفة من المغرب، بعضها من منطقة زاكورة وبعضها من تاونات، قصد تنشيط فعاليات هذا الحفل، فيما بدا المواطنون مبتهجين بهذا الحفل في ظل حضور لافت لمختلف الأعمار والفئات.