كما جرت العادة، عرفت مدينة سلا عصر يوم الإثنين 19نونبر الجاري ،تنظيم الشرفاء الحسونيين، وبرعاية ملكية، فعاليات موكب الشموع لمولاي عبدالله بن حسون الذي يتم الإحتفال به تخليدا لذكرى المولد النبوي الشريف، تحت شعار ''التواصل الحضاري ثقافة السلام''. وفور إلتحاق وفد الشرفاء الحسونيين وصانعي الشموع (من عائلة بلكبير المعروفة بحنكتها وتوارثها صنعة إعداد الشموع وزركشتها).. انطلق الموكب من شارع 2 مارس إلى ساحة الشهداء حيث المنصة الشرفية ،على وقع الزغاريد وإيقاعات الفرق الصوفية لكناوة، عيساوة،احمادشة ، والفرق الفلكلورية فيلالة ، عبيدات الرمى ، وأحيدوس، أحواش والطقطوقة الجبلية .. طقوس صوفية ولوحات استعراضية ، نالت إعجاب الحضور ،قبل أن يستأنف الموكب مسيرته على جنبات شارع مولا ي علي الشريف المؤدي إلى ضريح الولي الصالح عبدالله بن حسون .. الذي توضع به الشموع ، ويقام حفل تقليدي ديني يليق بالمناسبة. عبد المجيد الحسوني نقيب الشرفاء الحسونيين قال في تصريح للجريدة 'أن مدينة سلا تخلد هذه الذكرى بإقامة موسم الشموع لمولاي عبدالله بن حسون بمناسبة الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف. وقد حافظت الزاوية الحسونية برعاية ملكية شريفة على هذا التقليد الأصيل الذي يظهر تشبت الشعب المغربي بأصالته وتقاليده العريقة التي تميزت عن شائر الشعب العربية والإسلامية الأخرى،حيث أن لهذا الموسم والموكب الديني روعة فنية خاصة فينظم باستعراض موكب الشموع الذي أصبح يستقطب الزوار والسياح من مناطق مختلفة،ويعطي إشعاعا لمدنية سلا العريقة '. وأضاف نقيب الحسونيين 'أن أصل موكب الشموع ،يرجع إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي تأثر خلال زيارته إلى اسطنبول بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي ، فأعجب بذلك خاصة استعراض الشموع،وعندما تربع على العرش بعد معركة وادي المخازن استدعى صناع فاسومراكشوسلا،قصد صنع الهياكل الشمعية، فتم الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف سنة 986ه..'' ويشمل برنامج الإحتفال بهذه المناسبة الدينية الكبيرة ،مابين 19 نونبر الجاري إلى8 دجنبر القادم ، تنظيم معرض للصور تؤرخ لموكب الشموع منذ عشرات السنين،تدشين معارض الكتاب الإسلامي، معرض الخط العربي للفنان المحنك محمد قرماد، تنظيم الحفل التقليدي –رقصة الشمعة- على نغمات الموسيقى الاندلسية ، وحفل تقليدي لفن الملحون ، بمشاركة نخبة من موسيقيين وشعراء وأشياخ من مدن فاس، مكناس،الرباطوسلا. إضافة للدورة الخامسة لملتقى التلاوة الجماعية للقرآن الكريم ،وزيارة المواقع والمآثر تاريخية لعمالة سلا لفائدة تلاميذ عدد من الثانويات والمدارس الإبتدائية ، وتنظيم زيارات لضريح الولي القطب عبدالله بن حسون،يوم دراسي في موضوع ''سلا الحاضرة الكبرى وآفاق التأهيل '،ندوة في موضوع 'التراث المعرفي والجمالي.. أصالة وتجديد'، وأنشطة أخرى دينية،وفنية وتربوية .. وارثي صناعة الشموع بسلا ... فور سؤالك عن الجهة التي تقوم بصناعة الشموع ، يأتي الرد سريعا ،فعائلة بلكبير معروفة محليا بإتقانها للصنعة ،التي انطلقت مع انطلاق الإحتفاء بعيد المولد في فترة حكم السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي خلد هذا التقليد بعد تأثره خلال زيارته لتركيا بالطريقة التي كان يتم بها تخليد المولد النبوي ، وبعد رجوعه للمغرب ، طالب الصناع بمدن مراكش ، فاسوسلا بإبداع احتفالات شبيهة بتلك التي شاهدها بتركيا خصوصا موكب الشموع .. هكذا قامت أسر من السلاويين بتشكيل الهياكل الخشبية المزخرفة بالألوان والشموع ، أما بفاس فقد زينت الهياكل بألوان الصباغة فيما يعرف بلالا بيضا ، وبمراكش كان "التوريق" وهي ألواح تزين بأشكال من الورق شبيهة بالشموع الصغيرة وتوضع في قلبها شمعة كبيرة . وقد أخدت عائلة بلكبير صنعة الشموع عن الأم المرحومة الحاجة شقرونة ، حيث يتم صنع الشموع إنطلاقا من شمع خاص يأتي من الشهدة ،حيث نقوم بتصفيته وخلطه بالألوان وبعد تحضيره وتفريغه يسلم للمعلم الذي يخدم الشكل الذي يتوافق وطبيعة الموكب والموسم.. كما أن صناعة الشموع سبق إليها العديد من الأسر السلاوية ، مثل عائلة شقرون ،المير ، حركات ،العياشيين ،أوبية التي توفي أفرادها ،والآن تحمل المشعل عائلة بلكبير.. من جهة أخرى فإن هياكل الشموع قديما كانت أثقل وكان يصل طولها إلى 7 أمتار ، وتلصق بها الشموع بما أسماه "التفركة" وهي عصى متفرعة في المقدمة ، كما كانت هناك أسر معروفة بإتقانها عملية حمل هياكل الشموع والرقص بها مثل عائلة أولاد بنزايرة ، الحصينيين ، بنزوينة ،السمامرة ،الحريضي ، والآن يقوم بهذه المهمة أولاد الحيمر ...