بعد ما يقرب من 7 أشهر فقط من ختام النسخة الأخيرة لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2023، التي أقيمت بكوت ديفوار وتوج بها منتخب كوت ديفوار (الأفيال) للمرة الثالثة في تاريخه، تبدأ منتخبات القارة السمراء رحلة جديدة للبحث عن المجد، حينما تفتتح مرحلة المجموعات من التصفيات المؤهلة إلى نسخة المسابقة القارية عام 2025 التي يستضيفها المغرب. تنطلق التصفيات غدا الأربعاء، ومن المقرر أن تستمر فعالياتها على مدار 3 أشهر، وتجرى مبارياتها خلال فترات التوقف الدولي الثلاث المقبلة، على أن تختتم في نونبر القادم. وكان قد تم إعفاء المنتخبات الأفريقية ال44 الأوائل في التصنيف العالمي من المشاركة في الدور التمهيدي للتصفيات، الذي تواجدت فيه المنتخبات الثمانية الأقل في تصنيف المنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 15 فبراير الماضي، علما بأن الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) قرر استبعاد منتخبي سيشيل وإريتريا من المشاركة. وتأهلت 4 منتخبات من الدور التمهيدي إلى مرحلة المجموعات بالتصفيات، التي تشارك فيها المنتخبات الأفريقية ال44 الأوائل في تصنيف فيفا، ليصبح عدد المشاركين الآن 48 منتخبا – من بينها 8 منتخبات عربية – تم توزيعها على 12 مجموعة، بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، وستلعب كل المنتخبات ضد بعضها بعض في كل مجموعة بنظام الدوري (ذهاب وإياب)، على أن يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة إلى النهائيات، ليصبح عدد الصاعدين 24 منتخبا، يحق لها المشاركة في النسخة المقبلة من أمم أفريقيا. ومن المقرر أن تقام الجولتان الأولى والثانية في المجموعات ال12 خلال الفترة من 4 إلى 10 شتنبر الجاري، تبحث خلالها المنتخبات ال48 المشاركة في التصفيات عن تحقيق بداية مثالية لها. المجموعة الأولى تضم منتخبا وحيدا سبق له التتويج باللقب هو المنتخب التونسي، الذي أحرز كأس الأمم الأفريقية عام 2004، برفقة منتخبات مدغشقر وغامبيا وجزر القمر يستهل منتخب تونس، الساعي لحجز مقعده الدائم في النهائيات منذ نسخة أمم أفريقيا عام 1994، مشواره في المجموعة بمواجهة ضيفه منتخب مدغشقر في الجولة الأولى، التي تشهد أيضا مواجهة أخرى بين منتخبي جزر القمر، المنتخب العربي الثاني في تلك المجموعة، وغامبيا. وتعتبر هذه هي المواجهة الأولى بين تونس ومدغشقر منذ أكثر من 5 أعوام، حيث سبق للمنتخبين أن التقيا ضمن تصفيات كأس العالم 2002، لكن المواجهة الأبرز بينهما كانت في دور الثمانية لنهائيات أمم أفريقيا 2019 بمصر، التي انتهت بفوز منتخب "نسور قرطاج" 3/صفر، ليصعد إلى الدور قبل النهائي ويحرز المركز الرابع في البطولة آنذاك. ويحل منتخب تونس ضيفا على منتخب غامبيا في الجولة الثانية، التي تشهد لقاء آخر في المجموعة بين منتخبي مدغشقر وجزر القمر. ويسعى منتخب تونس للثأر من خسارته صفر/1 أمام نظيره الغامبي في آخر لقاء جرى بينهما في مرحلة المجموعات لنسخة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون. المجموعة الثانية يأتي المنتخب المغربي (مستضيف البطولة) على رأس تلك المجموعة برفقة منتخبات الغابون وأفريقيا الوسطى وليسوتو. ويفتتح منتخب المغرب، الفائز باللقب عام 1976، مشواره في المجموعة بمواجهة ضيفه منتخب الغابون في الجولة الأولى، بينما يلتقي منتخب أفريقيا الوسطى مع ضيفه منتخب ليسوتو في الجولة ذاتها. وسبق أن التقى المنتخبان المغربي والغابوني في أكثر من مناسبة، آخرها كان في دور المجموعات لنسخة أمم أفريقيا 2021، عندما تعادلا 2/2 في مواجهة ظلت نتيجتها معلقة حتى اللحظات الأخيرة. وفي الجولة الثانية، يلعب منتخب المغرب مع مضيفه منتخب ليسوتو في أول مواجهة رسمية بينهما، في حين يلتقي منتخب الغابون مع ضيفه منتخب أفريقيا الوسطى. المجموعة الثالثة يتواجد منتخبان عربيان في هذه المجموعة، هما المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بأمم أفريقيا برصيد 7 ألقاب، ومنتخب موريتانيا، الذي يحلم بحجز تذكرة الصعود إلى نهائيات أمم أفريقيا للنسخة الثالثة على التوالي، حيث أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة مع منتخبي الرأس الأخضر (كاب فيردي) وبوتسوانا. في الجولة الافتتاحية، يلعب منتخب مصر مع ضيفه منتخب الرأس الأخضر للمرة الثانية منذ لقائهما الوحيد الذي جرى بينهما في مرحلة المجموعات لنهائيات نسخة البطولة الماضية، والذي انتهى بالتعادل 2/2. في الجولة نفسها، يلتقي منتخب موريتانيا، الذي حقق إنجازا تاريخيا بتأهله إلى الأدوار الإقصائية لأمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه ضمن النسخة الماضية، مع ضيفه منتخب بوتسوانا. ويخرج منتخب مصر لملاقاة مضيفه منتخب بوتسوانا في الجولة الثانية، التي تشهد لقاء آخر بين منتخب الرأس الأخضر وموريتانيا. وبينما تبدو كفة "الفراعنة" هي الأرجح للفوز على بوتسوانا، فإن منتخب موريتانيا يطمح لرد الاعتبار من خسارته صفر/1 أمام الرأس الأخضر في دور ال16 من نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة. المجموعة الرابعة أسفرت القرعة عن وقوع المنتخب الليبي برفقة منتخبات نيجيريا، وصيف النسخة الماضية لأمم أفريقيا، وبنين ورواندا. يستضيف المنتخب الليبي، الذي تمثلت أبرز إنجازاته في أمم أفريقيا بالفوز بوصافة نسخة المسابقة حينما استضافها عام 1982، نظيره الرواندي، في الجولة الأولى التي تشهد مواجهة أخرى بين منتخب نيجيريا وضيفه منتخب بنين. في المقابل، يواجه منتخب ليبيا، الباحث عن مشاركته الرابعة في تاريخه في النهائيات الأولى منذ نسخة أمم أفريقيا عام 2012، مضيفه منتخب بنين ضمن الجولة الثانية، في أول لقاء رسمي بينهما منذ 19 عاما، وتحديدا عندما التقيا في تصفيات كأس العالم 2006. وفي الجولة الثانية بالمجموعة أيضا، يلتقي المنتخب النيجيري، الذي يمتلك 3 ألقاب في أمم أفريقيا، مع مضيفه منتخب رواندا، في بروفة لمباراتيهما في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2026، حيث يتواجدان في المجموعة نفسها أيضا. المجموعة الخامسة تشهد تواجد منتخب الجزائر، الذي توج بكأس أفريقيا عامي 1990 و2019، بجانب منتخبات ليبيريا وغينيا الاستوائية وتوغو. يستهل منتخب الجزائر مشواره في التصفيات بمواجهة ثأرية أمام ضيفه منتخب غينيا الاستوائية في الجولة الأولى، التي تجرى خلالها مواجهة أخرى بالمجموعة بين منتخب توغو وضيفه منتخب ليبيريا. وتعيد مباراة الجزائر وغينيا الاستوائية إلى الأذهان لقاءهما في مرحلة المجموعات من نسخة أمم أفريقيا 2021، حينما تلقى "محاربو الصحراء" خسارة مباغتة صفر/1، ساهمت في وداع الفريق البطولة مبكرا من الدور الأول. ولن يكون منتخب غينيا الاستوائية بالصيد السهل لنظيره الجزائري، لا سيما وأنه كان هو "الحصان الأسود" لنسخة البطولة الماضية، بعد النتائج التاريخية التي حققها وكان أبرزها فوزه الإعجازي 4/صفر على منتخب كوت ديفوار على ملعبه وأمام جماهيره. كما يلعب المنتخب الجزائري مع مضيفه المنتخب الليبيري في الجولة الثانية، التي تشهد لقاء آخر بين منتخبي غينيا الاستوائية وتوغو. المجموعة السادسة يعد منتخب السودان، بطل أمم أفريقيا عام 1970، الممثل الوحيد للكرة العربية في هذه المجموعة، التي تضم أيضا منتخبات غانا وأنغولاوالنيجر. يلعب منتخب السودان مع ضيفه منتخب النيجر في الجولة الأولى، التي تشهد مباراة أخرى بين منتخب غانا، الذي يمتلك 4 ألقاب في أمم أفريقيا، مع ضيفه منتخب أنغولا. ويخوض المنتخب السوداني تصفيات أمم أفريقيا بمعنويات مرتفعة، لا سيما بعد نتائجه اللافتة في الجولات الأربع الأولى من تصفيات مونديال 2026، حيث يتربع على قمة مجموعته حاليا، متفوقا بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه المنتخب السنغالي. وفي الجولة الثانية، يلتقي منتخب السودان، الغائب عن نهائيات أمم أفريقيا منذ عام 2012، مع مضيفه منتخب أنغولا، بينما يواجه منتخب غانا مضيفه منتخب النيجر. المجموعة السابعة تضم منتخب كوت ديفوار (حامل اللقب) مع منتخبات زامبيا، الفائز بالبطولة عام 2012، وسيراليون وتشاد. ويخوض المنتخب الإيفواري، الذي فاز بآخر نسخة للمسابقة في فبراير الماضي، مواجهة مبكرة من العيار الثقيل مع ضيفه الزامبي في الجولة الأولى، التي تشهد مباراة أخرى بين منتخب سيراليون وضيفه منتخب تشاد. وسبق لمنتخبي كوت ديفوار وزامبيا أن لعبا ضد بعضهما أكثر من مرة في نهائيات أمم أفريقيا، لكن المواجهة الأبرز بينهما كانت في نهائي نسخة المسابقة عام 2012، حينما توج منتخب "الرصاصات النحاسية" بلقبه الوحيد في المسابقة القارية عقب فوزه بركلات الترجيح على "الأفيال". وسيكون المنتخبان أمام اختبار أسهل كثيرا في الجولة الثانية، حيث تلعب كوت ديفوار مع مضيفتها تشاد، في حين يواجه منتخب زامبيا ضيفه المنتخب السيراليوني. المجموعة الثامنة تتسم هذه المجموعة بالتوازن والندية، خاصة وأنها تضم 3 منتخبات سبق لها المشاركة في أمم أفريقيا الأخيرة هي غينيا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى منتخب تنزانيا. يلتقي منتخب الكونغو الديمقراطية، الفائز باللقب عامي 1968 و1974، مع ضيفه منتخب غينيا في مواجهة ليست بالسهلة في الجولة الأولى، التي تشهد مباراة أخرى بين منتخب تنزانيا وضيفه المنتخب الإثيوبي. وفي الجولة الثانية، يواجه منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي حصل على المركز الرابع في النسخة الماضية للمسابقة، مضيفه منتخب إثيوبيا، فيما يلعب منتخب غينيا مع ضيفه منتخب تنزانيا. المجموعة التاسعة على غرار المجموعتين السابقتين، تخلو هذه من المنتخبات العربية، إذ تضم منتخبات موزمبيق وغينيا بيساو وإيسواتيني ومالي. في الجولة الأولى، يلعب منتخب مالي مع ضيفه منتخب موزمبيق، في حين يواجه منتخب غينيا بيساو ضيفه منتخب إيسواتيني. وفي الجولة الثانية، يلتقي منتخب موزمبيق مع ضيفه منتخب غينيا بيساو، بينما تلعب مالي مع مضيفتها إيسواتيني. المجموعة العاشرة يأتي منتخب الكاميرون في مقدمة المتواجدين في هذه المجموعة برفقة منتخبات ناميبيا وكينيا وزيمبابوي. ويبدأ المنتخب الكاميروني، ثاني أكثر المتوجين بأمم أفريقيا برصيد 5 ألقاب، مسيرته في المجموعة أمام ضيفه منتخب ناميبيا، الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل بتأهله إلى مرحلة خروج المغلوب بنسخة أمم أفريقيا الأخيرة. كما يلعب منتخب كينيا مع ضيفه منتخب زيمبابوي في مواجهة متكافئة بينهما في الجولة الأولى أيضا للمجموعة. ويتعين على منتخب الكاميرون السفر لمواجهة مضيفه منتخب زيمبابوي في الجولة الثانية، التي تشهد لقاء آخر بين ناميبيا وضيفتها كينيا. المجموعة الحادية عشر يتواجد بها منتخبان سبق لهما حمل كأس البطولة؛ يتعلق الأمر بمنتخبي جنوب أفريقيا والكونغو برازافيل، اللذين يتواجدان برفقة منتخبي جنوب السودان وأوغندا. يلتقي منتخب جنوب أفريقيا، الفائز بالبطولة عام 1996، مع ضيفه منتخب أوغندا، في الجولة الأولى، فيما يلعب منتخب الكونغو برازافيل، المتوج باللقب عام 1972، مع ضيفه منتخب جنوب السودان. وفي الجولة الثانية، يخرج المنتخب الجنوب أفريقي، الذي أحرز المركز الثالث في النسخة الماضية للبطولة، لملاقاة مضيفه منتخب جنوب السودان، بينما يستضيف المنتخب الأوغندي، الذي تمثلت أبرز إنجازاته في أمم أفريقيا في الحصول على المركز الثاني عام 1978، منتخب الكونغو برازافيل. المجموعة الثانية عشر تبدو الحظوظ وفيرة أمام منتخب السنغال للتأهل بسهولة إلى النهائيات عبر هذه المجموعة، التي تضم أيضا منتخبات بوركينا فاسو ومالاوي وبوروندي. ويفتتح منتخب السنغال، الفائز باللقب عام 2021، مشواره بالمجموعة أمام ضيفه منتخب بوركينا فاسو في الجولة الأولى، التي تشهد لقاء آخر بين منتخب مالاوي وضيفه منتخب بوروندي. وفي الجولة الثانية، يلعب المنتخب السنغالي مع مضيفه منتخب بوروندي، في حين يواجه منتخب بوركينا فاسو ضيفه المنتخب المالاوي. د.ب.أ