تجاوزت الخلافات السياسية بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة حدود البلاد لتصل إلى إيران، حيث اختلف عبد اللطيف وهبي، القيادي في حزب "الجرار" مع سليمان العمراني، القيادي في حزب "المصباح"، حول تقييم الوضع بدولتي مصر وتونس، وذلك في العاصمة الإيرانيةطهران، على هامش فعاليات الدورة التاسعة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وقال العمراني إن "وهبي كان العضو الوحيد في الاتحاد الذي اعترض على مقترح له بتكليف وفد من برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بزيارة تونس وتهنئة برلمانها بما سماه الإنجاز التاريخي المتمثل في الدستور المصوت عليه بشبه الإجماع". وحسب العمراني، فإن وهبي ربط موافقته على المقترح بضرورة تشكيل وفد آخر لزيارة مصر هي الأخرى وتهنئتها بدستورها الذي حظي بموافقة المصريين عن طريق الاستفتاء، وهو ما رد عليه القيادي في العدالة والتنمية معتبرا المقارنة بين المقترحين "صعبة ولا تستقيم"، مبرزا أن "الوفد الذي يقترح ذهابه إلى تونس سيجد نظيرا له في البرلمان التونسي، بينما مصر ليس بها برلمان بعد حلّه من قبل الممسكين بالسلطة حاليا". وأضاف العمراني أن "هناك فروقا بين طريقة إقرار دستوري مصر وتونس"، موضحا أن "الدستور التونسي كان محط إجماع بين جميع الفرقاء والقوى على اختلاف مرجعياتها السياسية والإيديولوجية، بينما الدستور المصري لا يمثل إلا جهة معينة". وأكد وهبي، في تصريح لهسبريس، أنه "عبّر عن اختلافه مع العمراني في مقترح زيارة تونس دون غيرها"، موضحا أنه شرح في مداخلته في اللجنة السياسية أن من شأن زيارة تونس دون غيرها أن يورط اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في حسابات هو في غنى عنها، ويخلق خلافات مجانية" حسب تعبيره. واسترسل وهبي أنه "دعا إلى إدراج دول أخرى ضمن لائحة الزيارة المشار إليها، منها المغرب الذي عرف أيضا دستورا جديدا، واليمن هي الأخرى"، مبرزا أن "ممثلي دول خليجية عبّروا له أن مقترح زيارة تونس دون غيرها سيحرج دولهم، مما حدا باللجنة السياسية المذكورة إلى الاتفاق في الأخير على توجيه رسالة تهنئة فقط إلى تونس".