بدا الملك محمد السادس مبتهجا بالهدية الرمزية التي قدمها له الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، وهي عبارة عن آلة "الكورا" الموسيقية التراثية، وذلك بمناسبة حفل عشاء أقامه أمس بالعاصمة المالية باماكو على شرف العاهل المغربي. وتوقف الملك كثيرا لتأمل آلة "الكورا"، التي تعد من الآلات الأكثر شهرة في التراث الموسيقي المالي، كما في السنغال، وغامبيا، وسيراليون، وغينيا كوناكري، وغينيا بيساو، حيث بدت السعادة على محيا الملك، وهو برفقة الرئيس المالي، ومجموعة من العازفين والموسيقيين الشباب الماليين. وعُرف عن الملك محمد السادس ميوله للعديد من الفنون والأصناف الموسيقية، وهو ما جعله يبدي اهتماما ملحوظا بآلة "الكورا" الوترية التي تتكون من 21 وترا، وتُصنع من نبات اليقطين، وتغطى بجلد البقر، وتُعزف كثيرا في دول مالي وتأتي الأهمية الرمزية للهدية التي أسعدت الملك من كون آلة "الكورا" تعود إلى تاريخ ضارب في الأصالة والقدم، حيث إن عمرها يعود إلى أزيد من 3 آلاف سنة، عندما كانت الشعوب النوبية في وادي النيل تستخدمها أيضا في العديد من المناسبات الاجتماعية الخاصة. وكان يوم العاهل المغربي في العاصمة باماكو حافلا بالعديد من الأنشطة والاتفاقيات التي أشرف على توقيعها، وتهم مختلف المجالات التي ستساهم في الرفع من مستوى التبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي والديني والإنساني القائم بين الشعبين المغربي والمالي. ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقيات ليغني الترسانة القانونية والتشريعية التي تؤطر إلى حدود الآن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، حيث عملا على تقويتها وتدعيمها منذ شهر شتنبر الماضي خاصة في المجال الديني، حين تعهد المغرب بطلب من مالي بالتكفل بعملية تكوين وتأطير 500 إمام مالي.