على خلفية انخراط جمهورية تشاد في الدينامية التي تشهدها قضية الصحراء، إثر افتتاحها لقنصلية عامة لها في مدينة الداخلة، خرجت من تسمى ب"الحكومة الصحراوية" ببيان استنكرت فيه خطوة نجامينا، معتبرة أن قرار تشاد يعد "انتهاكا صارخا لميثاق الأممالمتحدة وقرارا عدوانيا واستفزازيا وغير مبرر"، بتعبير البيان. واتهمت حكومة الكيان الوهمي في تندوف تشاد بالمساهمة في ما وصفته ب"العدوان الذي يتعرض له الشعب الصحراوي"، منددة بتدخل الحكومة التشادية في "الحرب بين الشعب الصحراوي والمغرب"، وفق تعبير البيان ذاته دائما، الذي أشار إلى احتفاظ البوليساريو بحقها في الرد على هكذا خطوات. في هذا الإطار، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "بيان جبهة البوليساريو لا يعدو كونه موجها أساسا للاستهلاك الداخلي في مخيمات تندوف، التي تشهد سخطا وتذمرا كبيرين من سياسات الجبهة والانتكاسات الدبلوماسية التي منيت بها في السنوات الأخيرة". وأوضح عبد الفتاح، ضمن تصريح لهسبريس، أن "خصوم المغرب يتوجسون من الدينامية الدبلوماسية التي تشهدها قضية الصحراء، خاصة تلك المتعلقة بافتتاح التمثيليات الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وانخراط مجموعة من البلدان الإفريقية في هذه الدينامية". وأكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أن "موقف تشاد هو موقف مهم، لا سيما أن هذه الدولة كانت تعترف في السابق بالكيان الوهمي قبل أن تسحب اعترافها به. كما أنها تقع في منطقة الساحل، التي كان يعدها أعداء المغربية بمثابة حديقة خلفية لهم". وبيّن المتحدث أن "موقف تشاد سيشجع ما تبقى من الدول الإفريقية على اتخاذ مثل هذه المواقف، كما ستتيح مراجعة عضوية الكيان الوهمي في الاتحاد الإفريقي"، مشددا على أن "هذا الموقف يؤكد فشل سياسة الابتزاز ومحاولات اختراق القرار السيادي للدول من طرف أعداء الوحدة الترابية المملكة". تفاعلا مع الموضوع ذاته، أورد جواد القسمي، باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن "إصدار البوليساريو لهكذا بيان يستنكر ويشجب إقدام تشاد على فتح قنصلية لها بالداخلة ليست له قيمة تذكر، وهو يعبر عن حالة من اليأس والتخبط التي تعيشها الجبهة، وهو دليل أيضا على تراجع نفوذها ومن يدعمها وتأثيرهم على الساحة الدولية". وأضاف القسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "جميع الدول، التي فتحت قنصليات بكل من الداخلة والعيون، تؤمن بالطرح المغربي وتدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي وتدافع عنها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية التي تتواجد بها"، مشددا على أن "كل خطوة جديدة تقدم عليها أية دولة من قبيل ما أقدمت عليه جمهورية تشاد تزيد من عزلة البوليساريو على الساحة الدولية، وتضعف موقفها التفاوضي". وسجل الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي أن "الخطوة التشادية الأخيرة تأتي في سياق الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء"، موضحا أن "هذه الخطوة تأتي أيضا ضمن دينامية متسارعة وفي إطار إجماع دولي يتعزز بتحفيز من المغرب حول مخطط الحكم الذاتي. كما تعكس بالمقابل رفضا دوليا لخيار الانفصال، الذي أبان عن إفلاسه في عديد من المناسبات الدولية".