أوصى المشاركون في ملتقى "المهاجر"، الذي عقد بمدينة الفقيه بن صالح على مدة ثلاثة أيام، بضرورة إنشاء إطار منظم لعمل الكفاءات، سواء من خلال ملتقى أو منتدى أو مركز دراسات أو مرصد. وتركزت المناقشات على صيغة المنتدى أو الملتقى كأفضل خيار، مع التأكيد على أهمية توسيع دائرة المشاركة لتشمل الكفاءات التي لم تتمكن من الحضور لأسباب مختلفة. كما شدد المشاركون على ضرورة الحفاظ على الطابع المدني لهذا الإطار والابتعاد عن أية توجهات سياسية أو إيديولوجية، لضمان بقائه قوة اقتراحية وتوجيهية مستقلة. ودعوا إلى تعزيز التواصل بين هذا الإطار والكفاءات المحلية من جهة، والفاعلين والمدبرين للشأن العام والمسؤولين المحليين من جهة أخرى. وأبرز المشاركون أهمية إيجاد آليات لدعم وتمويل هذا الكيان الجديد، والتأكيد على دوره التوجيهي وانفتاحه على الفاعلين الاقتصاديين والشركاء المحتملين. كما تم التأكيد على ضرورة استخدام وسائل التواصل الحديثة لتنظيم العمل وتوسيع نطاق مشاركة الكفاءات، مع تحديد المجالات الحيوية التي يحتاجها الإقليم وتوجيه الجهود نحوها. وأوضح الدكتور سعيد العلام، مؤطر الندوات العلمية، أن حضور الكفاءات لهذا الملتقى يستند إلى الذاكرة المشتركة التي تجمعهم بهوية مرجعية تستند إلى واجب أخلاقي يرتقي إلى مستوى رد الجميل والعرفان لمنطقة النشأة والانبثاق. كما أشار إلى الرغبة المتبادلة لدى جميع المشاركين في تقديم إسهاماتهم ومشاركة خبراتهم في إطار مرجعي يوحد الجهود بهدف تعزيز وتطوير الإقليم. وفي ختام اللقاء، أشاد الدكتور العلام بالأجواء الإيجابية والتفاؤلية التي سادت الملتقى، مشددًا على رغبة الفاعلين والمسؤولين المحليين في الانفتاح على الكفاءات وتثمين هذا اللقاء كخطوة أولى لتأسيس كيان جديد. ودعا المشاركون إلى ضرورة تكثيف الجهود لضمان نجاح النسخ القادمة وتوسيع نطاق تأثيرها في المستقبل. جدير بالذكر أن النسخة الثانية من "ملتقى المهاجر" في مدينة الفقيه بن صالح تأتي احتفالاً باليوم الوطني للمهاجر، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية التي تهدف إلى تعزيز العناية بمغاربة العالم. وقد نُظمت تحت شعار "استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج.. فرص وآفاق"، بإشراف عمالة إقليم الفقيه بن صالح، وبشراكة مع المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية بالفقيه بن صالح؛ إلى جانب جمعيات "الخاوة المصرية الموساوية بالمهجر"، "سيمرا"، و"المستقبل" بالفقيه بن صالح,