دعم الثقافة المغربية عند الجالية المغربية، ضرورة إدماج تدريس اللغات الأجنبية الخاصة بدول استقبال المهاجرين ثم خلق مركز لجمع الوثائق و الدراسات المتعلقة بالهجرة...كل هذه النقط تعتبر من ابرز التوصيات التي خلص إليها الملتقى اختتمت مساء يوم السبت 25 شتنبر الجاري بالفقيه بن صالح فعاليات الدورة الأولى من الملتقى الدولي للمهاجرين الذي احتضنته على مدى يومين، والمنظم تحت شعار" ثقافة الهجرة " من طرف جمعية " منتدى بني عمير"، بشراكة مع عمالة إقليم الفقيه بن صالح ،المجلس البلدي والإقليمي للمدينة ،الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالمغاربة المهاجرين ثم مجلس الجالية المغربية بالخارج. و قد عرف الملتقى مشاركة العديد من الخبراء والباحثين في مجال الهجرة، الذين ناقشوا من خلال مداخلاتهم و أبحاثهم مجموعة من المواضيع التي تطرقت معظمها إلى " ثقافة الهجرة و الممارسة الدينية للجالية"، "التعدد الثقافي في دول الاستقبال " ثم " ثقافة الهجرة السرية "... و للإشارة فالمهتمون بموضوع الهجرة بالمنطقة ينتظرون من هذه البحوث أن تغني خزانة الدراسات والأبحاث التي تخص هذا الموضوع، خاصة في ظل ندرة وثائق و أبحاث حوله. وقد شكلت هذه التظاهرة حدثا هاما لجهة تادلة أزيلال بشكل عام و مدينة الفقيه بن صالح بشكل خاص، نظرا لكون المنطقة تتوفر على عدد مهم من المهاجرين بالديار الأجنبية. وتميز الملتقى بحضور فعاليات المجتمع المدني المحلية و الوطنية و حتى الدولية التي تعنى بمجال الهجرة، إضافة إلى مشاركة بعض الدكاترة و الباحثين الذين أنتجتهم مدينة الفقيه بن صالح مثل: الأستاذ الباحث منير صالح الذي ألقى محاضرة تحت عنوان "الهجرة الدولية المغربية إلى ايطاليا و تأثيرها على مناطق الانطلاق و حالة مدينة الفقيه بن صالح و أريافها "،والأستاذ الجامعي سعيد العلام والباحثة شادية المومني...إلى جانب علماء اجتماع و باحثين أجانب، جاؤوا قادمين من أرقى الجامعات الأوروبية "ككاترين ديلكروا" عالمة اجتماع و أستاذة بجامعة ستراسبورغ و" باولو برانكا " أستاذ بالجامعة الكاثوليكية بايطاليا... تحدثوا عن مواضيع و جوانب مختلفة تتعلق بالمهاجرين.كما شكل هذا الملتقى كذلك فرصة لتواصل المهاجرين و جمعيات المجتمع المدني مع الجهات الرسمية المتمثلة في وزارة الهجرة و مجلس الجالية المغربية بالخارج،كما تعرف الحضور و المشاركون على منظمات و جمعيات محلية و جهوية نشيطة مهتمة بقضايا الهجرة، لكن للأسف لا وجود لها على مستوى الإعلام المحلي و الجهوي و حتى الوطني، مثل دار المغاربة المقيمين بالخارج الكائنة بمدينة بني ملال. و تخللت هذه المحاضرات و اللقاءات أمسية فنية أحيتها مجموعات غنائية مختلفة، تصنف ضمن الطاقات والكفاءات الفنية العميرية وهي مجموعة الشعلة،مجموعة زرونا ثم مجموعة عبيدات الرمى،وقد تم خلال حفل الاختتام توزيع شهادات تقديرية على جميع المشاركين و المتدخلين، بعد أن رفع المنظمون برقية ولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتختتم أشغال الملتقى مباشرة بعد قراءة التوصيات التي خلصت إليها هذه التظاهرة وهي كالتالي : _خلق مركز لجمع الوثائق و الدراسات ثم المعلومات و المعطيات التي تتعلق بموضوع الهجرة. _خلق مراكز ثقافية أجنبية بالمدن المصدرة للهجرة ثم خلق مراكز ثقافية مغربية بدول المهجر لتنظيم أسابيع ثقافية متبادلة. _دعم الثقافة المغربية عند الجالية المغربية المقيمة بالخارج قصد تقوية الهوية الوطنية لديهم. _ضرورة إدماج تدريس اللغات الأجنبية الخاصة بدول استقبال المهاجرين المنحدرين من جهة تادلة أزيلال ضمن البرامج التعليمية التي تقرها الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين. و يشار أن الملتقى شهد حضورا إعلاميا مكثفا، حيث حضر أزيد من ثلاثين صحفيا من مختلف المنابر الإعلامية المحلية و الوطنية الدين واكبوا أنشطة الملتقى على مدى يومين. وفي الأخير تجدر الإشارة، إلى أن منتدى بني عمير أبدى منذ تأسيسه من طرف أطر مدينة الفقيه بن صالح في شهر يناير الماضي، اهتماما ملحوظا بقضايا المغاربة المهاجرين، حيث سبق و نظم المنتدى يوم 23 يونيو الماضي ندوة وطنية حول "القضايا الأسرية للمغاربة المقيمين بالخارج" وعرفت هذه الندوة مشاركة مجموعة من القضاة والخبراء المهتمين بهذا الموضوع.