مع استمرار عمليات إعادة البناء في المناطق المتضررة من زلزال الحوز لاحظ بعض المواطنين ارتفاعا في أسعار مواد البناء مقارنة بمناطق قريبة منهم. ويتداول المسؤولون الجماعيون بأمزميز، في الأيام الأخيرة، خيارات توفير مواد البناء بأسعار معقولة، بعدما تم رصد زيادات فيها في محلات البيع، التي انتشرت بشكل واضح في العديد من مناطق إقليمالحوز. ووفق مصادر هسبريس فإن من بين الخيارات المطروحة عقد صفقات مع مقاولين لجلب مواد بناء من المدن الكبرى، وبيعها في منطقة أمزميز بأسعار تكون في المتناول. وهمّت الزيادات في الأيام الأخيرة منتجات اعتبرها متضررون بأمزميز "رئيسية في عمليات البناء"، على غرار الإسمنت والرمال وغيرها، مؤكدين أنها "ليست الأسعار المسجلة في مناطق أخرى قريبة، على غرار أسيف المال". وقال علال الباشا، رئيس جماعة أمزميز، إن "وتيرة إعادة البناء تسير بشكل متسارع، فيما بلغت نسبة السكان الذي بدأوا بالفعل هذه العملية حوالي 60 بالمائة". وأضاف الباشا لهسبريس أن "دعم إعادة البناء غير كاف، ويتزامن مع ارتفاع واضح في أسعار مواد البناء، وهو ما دفع الجماعة إلى بحث إبرام صفقات مع مقاولين لجلب مواد البناء وبيعها في مراكز محددة بأسعار معقولة". وشدد المسؤول الجماعي بأمزميز على أن "هذه الصفقات ستمتد لمدة سنة واحدة، والهدف منها تشجيع الساكنة على إعادة البناء، وبشكل عام تسريع العملية"، مشيرا إلى أن "فصل الصيف يعول عليه من أجل إنجاح هذه العملية، وإيصالها إلى مراحل متقدمة". كما أشاد المتحدث ب"تضامن المجتمع المدني"، إذ تم مؤخرا "توفير مساكن مؤقتة في بعض القرى، وهي جاهزة لتسليمها للساكنة المتضررة"، لافتا إلى أن "الإشكال بقي في عملية إزالة الركام، التي مازالت متواصلة، وكذا تحديد الملكية". واستبشر المتضررون بتفكير السلطات بأمزميز في جلب مواد البناء، وبيعها بأسعار معقولة، خاصة أن الأسعار "ارتفعت في الآونة الأخيرة". فيما طالب محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز، ب"مراقبة الأسعار". واشتكى بلحسن، وهو متضرر من أمزميز، من "ارتفاع أسعار مواد البناء في هذه المنطقة، مقارنة بمناطق قريبة، على غرار أسيف المال". وقال المتحدث ذاته: "الزيادات همت الإسمنت والرمال والحديد هنا بأمزميز، وذلك تزامنا مع ارتفاع الطلب المحلي"، مؤكدا أن "الدعم المقدم لإعادة البناء غير كاف". ولفت منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز إلى أن "محلات بيع مواد البناء تكاثرت بالعديد من مناطق زلزال الحوز منذ بدء الساكنة التفكير في إعادة البناء، قبل أن تصدم الجميع برفعها الأسعار". وهذه الزيادة لم تقتصر فقط على أمزميز، بل شملت أيضا جماعة إمكدال، حيث أكد محمد أيت وكريم، من دوار أمسلان، الأمر قائلا: "الزيادات شملت الإسمنت، والحديد، والرمال". وأضاف أيت وكريم لهسبريس أن تدخل المضاربين والسماسرة رفع الأسعار تزامنا مع تزايد طلب الساكنة على هذه المواد، مشيرا إلى أن "ساكنة المناطق الجبلية البعيدة تعاني كثيرا لأنها إلى جانب شراء مواد البناء بأسعار مرتفعة ملزمة بنقلها أيضا بأثمان مضاعفة". ودفعت الزيادات ناقلي مواد البناء بهذه المنطقة، وفق المتحدث ذاته، إلى "رفع أسعار النقل أيضا حسب كمية ونوع المنتج"، مشددا على أن الأمر يحتاج إلى المراقبة". وبرّر إدا علي، مهني في بيع مواد البناء بمنطقة أمسلان، هذه الزيادة ب"ارتفاع الطلب من قبل الساكنة، وتكاليف النقل". وقال علي لهسبريس: "ارتفعت أسعار الرمال بمائة درهم للحمولة الواحدة، والحديد بدرهمين، ولبنات البناء بأربعة دراهم"، نافيا وجود زيادات في أسعار الإسمنت في إمسلان. وأشار المتحدث عينه إلى أن "من الأسباب التي رفعت مثلا سعر الحديد توجيه هذه المادة للتصدير نحو إفريقيا، وعدم توفرها بالشكل المناسب والكافي في السوق المحلية".