في رحاب "المركز الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب" الذي يحتضنه مقر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط (Ai Movement – UM6P, Rabat)، أعطِيت، اليوم الاثنين فاتح يوليوز، انطلاقة "المخيم الصيفي" للمجموعة الثانية من "برنامج المرأة الإفريقية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي" (المعروف اختصارا ب " African Women in Tech and Ai"). وبحضور أمل الفلاح السغروشني، الرئيسة التنفيذية للمركز الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب "حركة الذكاء الاصطناعي" بجامعة "UM6P" وخبراء وأساتذة في علوم المعلوميات والذكاء الاصطناعي، تم إطلاق هذه الفعالية، التي من المرتقب أن تمتد طيلة النصف الأول من شهر يوليوز الجاري، في أفق تخريج هذا "الفوج الثاني" من البرنامج، الذي واكب في نسخته الأولى بجهود "الاحتضان والتمويل" حوالي 10 أفكار مشاريع لمقاولات شابات في مجال التكنولوجيا، بحسب تصريح الفلاح السغروشني لجريدة هسبريس. وقالت الرئيسة التنفيذية للمركز الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب: "نَستقبل، اليوم، في هذا الحدث المهم 80 امرأة وشابة من 28 دولة ممثلة في قارة إفريقيا، بعد تخريج الفوج الأول خلال السنة الماضية، إذ كان مكونا من 34 فتاة وامرأة من 11 بلدا إفريقيا؛ بينما رفعنا العدد هذه النسخة مستهدفين نساء مقاولات في مجال التكنولوجيا". وتابعت شارحة لهسبريس بأن "البرنامج الصيفي يواكبهن عبر تكوين في مجال الذكاء الاصطناعي؛ لأن العالم بأسره مهتمٌ ويعرف تحولات بسبب هذا الوافد التكنولوجي الجديد الذي لم يعد خافيا دورُه في تنمية مجالات اقتصادية واجتماعية فضلا عن قضايا المناخ والصناعة"، مؤكدة أن هذا "البرنامج مبرم مع اليونسكو منذ عامين لكي نستطيع إيصال هذه التقنيات إلى جميع دول القارة الإفريقية باستحضار الريادة المغربية في هذا الصدد". واستدْعت السغروشني، في حديثها، ما تم منذ حوالي شهر، بانعقاد أشغال "المنتدى الأول رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي" الذي امتد 3 أيام (3–5 يونيو 2024)، بحضور 30 دولة (نصفها من إفريقيا) وناقشَ بحضور خبراء وصناع قرار "حكامة الذكاء الاصطناعي" على صعيد إفريقيا. "هذه أول نسخة من برنامج "AWITAI" نُنظمه بعد المنتدى سالف الذكر، مع مشاركة قوية جدا لنساء إفريقيات يحظَيْن هنا بالمغرب بفرصة تكوينات معمقة وورشات وتبادل خبرات ومعارف فضلا عن عمليات تشبيك، بخصوص قضايا الريادة والقيادة النسائية، والاستشراف فضلا عن تفاصيل تهم توظيف الذكاء الاصطناعي في مشاريع ناشئة في ميادين مختلفة"، تورد رئيسة "Ai movement" معتبرة أن "التكوين الحضوري جاء بعد 3 أشهر فيها دروس عن بُعد". ولفتت المسؤولة عن المركز إلى أن "النتيجة في المحصلة هي مشاريع عمَلية (مع منح جوائز ودبلومات خلال حفل اختتام التكوين) سيتم ضمان مواكبتهن لمدة عام قصد احتضان مشاريعهن، في حين تحقق بعضها نتائج جيدة تُحفزنا نحو الذهاب إلى دعمهن بعمليات جمع التمويلات"، معلنة الهدف المتوقع بالسعي إلى احتضان 15 إلى 20 مشروعا "من أجل مواكبتها السنة المقبلة". تجارب متعددة تَنصهر حسب ما عاينته جريدة هسبريس خلال حضورها اليوم الأول لافتتاح التكوين المذكور، حضرَت مشاركات متعددات الخبرات والتجارب من 28 دولة إفريقية مختلفة؛ لكن هموم تطوير ذكاء اصطناعي "خلاق ومعقلن" في خدمة مشاريع ببلدانهن جمعهن بجامعة محمد السادس متعددة التقنيات بالرباط طيلة أسبوعين. أميناتو دامبيلي، حاصلة على الدكتوراه في علوم الاتصالات الرقمية، مشاركة من مالي في برنامج المخيم الصيفي للذكاء الاصطناعي، قالت لجريدة هسبريس إنها "قدِمَت إلى المغرب بطموح كبير وسعادة غامرة لاكتشاف ما يتيحه برنامج المرأة الافريقية في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من فرص وتحديات مفيدة لها في مسارها". وأبرزت المتحدثة مصرحة للجريدة أنها ترى في هذا المخيم الصيفي "فرصة عملية تفتح أمامها آفاق تطوير وتحديث وضمان احتضان مشروع واعد في بلدها الأصلي في مالي، حيث تسعى إلى استدماج الذكاء الاصطناعي في أنشطة عديدة تعود بالنفع المعمم على أنشطة فئات المجتمعات المحلية". بدورها، سجلت جيهان أوحجو، مشاركة مغربية في البرنامج نفسه، تعمل مهندسة معلوميات بإحدى الشركات الخاصة، أن مشاركتها تأتي نتاج ما راكمتْه من تجربة غنية تقارب 10 سنوات في مجال علوم المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة بعد تخرجها من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط. ولفتت المهندسة المغربية، التي عبرت عن سعادة بالغة بمشاركتها، مصرحة لهسبريس، إلى أن الذكاء الاصطناعي يُفسح فرصا واعدة وآفاقا عملية أرحب خصوصا أمام المهندسين العاملين على "أتْمَتة أنظمة المعلوميات" و"تبسيط مهام معقدة" تعترض يوميا عمل المختصين في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، منوهة بمضامين برنامج غني خلال هذه النسخة الثانية. يشار إلى أن تكوين الفوج الثاني من النساء الإفريقيات من 28 جنسية مختلفة يشرف عليه 20 مدربا وأستاذا مختصا باحثا في جديد مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بينما ينظم الحدث بشراكة مع "مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط" ومنظمة اليونسكو.