رصد خبراء وفاعلون في ندوة دولية تناولت نظرة عامة عن حالة حقوق الإنسان في القارة الإفريقية مخاطر تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، وذلك على هامش الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. وشارك في الندوة الدولية المنظمة الأربعاء بمدينة جنيف السويسرية فاعلون في الدفاع عن الأطفال المختطفين وممثلي جمعيات مدنية تنحدر من الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث جرى تسليط الضوء على الدينامية الثقافية التي تشهدها أقاليم الصحراء المغربية، بالإضافة إلى انخراط المرأة المغربية في دينامية التنمية بالمنطقة، مقابل استمرار معاناة المرأة الصحراوية في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية. "جريمة حرب" عبد القادر الفيلالي، رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، قدم جردا لحالة تجنيد الأطفال في مناطق النزاع، وذلك انطلاقا من أبحاث ميدانية تطلبت الانتقال إلى عدة دول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مع الوقوف على عدة حالات يتم فيها الزج بالأطفال في النزاعات المسلحة، وتجنيدهم في أعمال محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني. وقال الفيلالي، في الندوة التي عرفت حضور عدة فعاليات أجنبية، إن المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال عاد للتو من عمل ميداني بجمهورية تشاد، حيث قام بعملية مسح لمسألة تجنيد الأطفال، ثم انتقل إلى كولومبيا في العاصمة بوغوتا للوقوف على عمليات تجنيد الأطفال من قبل الميليشيات والعصابات المنظمة، بالإضافة إلى رصد ومسح ميداني هم دولة كازاخستان لمعاينة عملية استدراج الأطفال الذين كانوا في مخيمات الهول في سوريا وعادوا إلى جمهورية كازاخستان، حيث تمت إعادة إدماجهم في المجتمع. رئيس المركز الذي يوجد مقره بمدينة الداخلة أوضح أن هذه التحركات تهدف إلى تنبيه الرأي العام الدولي إلى خطورة ما يجري في عدة مناطق، لأن الأمر يتعلق ب "جريمة حرب"، مشيرا إلى شبكات وعصابات منظمة عابرة للقارات تقوم بتجنيد الأطفال والاتجار بالبشر، ولافتا أيضا إلى حالة مخيمات تندوف بالجزائر. وأضاف عبد القادر الفيلالي أن المركز الذي يشرف عليه قام منذ سنة 2021 ببحث ورصد ما يزيد عن 115 شخصية تتكون من فعاليات مختلفة وعائدين من مراكز احتجاز في كوبا، مشيرا إلى شهادة مثيرة لأحد الحاضرين في اللقاء، أكد من خلالها أن رجلا كوبيا ينتمي إلى المخابرات اسمه دانييل لارسون أقر في إحدى شهاداته بأنه كان يدرب الأطفال على القنابل اليدوية قبل أن تنفجر بين أيديهم. وتشير تقارير الأممالمتحدة إلى أنه يوجد مئات الآلاف من الأطفال المُستخدَمين بوصفهم جنوداً في النزاعات المسلحة حول العالم. وكثير من الأطفال مختطفون وقد تعرضوا للضرب لإخضاعهم، فيما ينضم آخرون إلى الجماعات المسلحة فراراً من الفقر أو من أجل حماية مجتمعاتهم أو انطلاقاً من شعور برغبة في الانتقام. حقوق الإنسان بالصحراء مقابل هذا الوضع المأساوي سلطت مداخلة بوسيف كجمولة، رئيسة مرصد الصحراء للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب، الضوء على الدينامية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية على مستوى حقوق المرأة. وأشارت الناشطة الصحراوية إلى حضور المرأة في الأقاليم الجنوبية في مختلف المناصب والتمثيليات، سواء في الحقل السياسي أو المهني، بما يشمل رئاسة إحدى جهات الصحراء المغربية، إضافة إلى الحضور البرلماني في الغرفتين الأولى والثانية. وتأسفت كجمولة، في تدخلها، لما يقع للمرأة في مخيمات تندوف من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، داعية المجتمع الدولي إلى التفاعل مع القضايا العادلة وفضح ما يجري في هذه المناطق البعيدة عن أعين الرصد الدولي. أما رئيسة مؤسسة الجيل الجديد للتنمية البشرية، نور بوحنانة، فتطرقت إلى الحقوق الثقافية بالقارة الإفريقية، خصوصا الدينامية الثقافية المتنوعة التي تشهدها الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة المغربية، مشيرة إلى تشجيع الدولة جميع أوجه الثقافة والاحتفال بها، سواء على الصعيد الوطني أو بالمنطقة الجنوبية للترويج للثقافة الحسانية. وأضافت بوحنانة أن الصحراء المغربية اليوم باتت تتوفر على أكثر من عشرين مهرجانا ما بين وطني ودولي، من الشعر والسينما والوثائقيات وسباق الهجن ومعارض للكتب ومكتبات متنوعة، مشيرة أيضا إلى الدور الكبير الذي يلعبه موسم طانطان الذي بات أحد أهم التظاهرات الثقافية بالمغرب.