استبعد المعهد الطبي في لوس انجلس فرضية قتل ملك البوب مايكل جاكسون، بحكم انه لا يوجد اي آثار للتعذيب الخارجي، ولاشيء يدل على آثار جريمة مفترضة على جسمه .وبذلك تم تعليق الحكم على أسباب الموت المفاجئ لهذا النجم الاستثنائي، الذي تحول إلى أيقونة عالمية، إلى حين استكمال سلسلة التحليلات الطبية الدقيقة ، والتي ستمتد من أربعة إلى ستة أسابيع، وذلك من أجل اختبار فرضية أخرى ، تتمثل في الموت عن طريق التسمم، بتناول منشطات وأدوية قوية.خصوصا وأن ما يؤكد هذه الفرضية، هو أن الأقارب استغربوا لحجم ونوعية الأدوية والمنشطات التي أخذ مايكل جاكسون يتناولها في الآونة الاخيرة، والتي ازدادت كميتها مع اقتراب الحفل الذي كان يود إحياءه في العاصمة البريطانية لندن، منتصف شهر يوليوز القادم. "" فالفرضية إذن تذهب إلى أن النجم ، المحكوم عليه بالشهرة والنجاح، سقط ضحية الوصفات السحرية من المنشطات التي يعدها له طبيبه الخاص، تلك الوصفات التي جعلته يبدو في الايام الاخيرة، بشهادة بعض أقاربه، في حالة صحية استثنائية. فكل أصابع الاتهام تشير أولا إلى الطبيب كونراد ميري، الذي صار منذ بضعة أسابيع فقط طبيب جاكسون الخاص.وقد فتحت الشرطة رسميا التحقيق معه، على خلفية ما كان يقدمه للمغني المشهور من وصفات طبية عجيبة.وقد شكل هذا الحادث المأساوي فرصة بالنسبة للقنوات التلفزية الأمريكية لتسليط الضوء على مثل هذه النوعية من الأطباء التي تدور في فلك المشاهير، وتعرض خدماتها الطبية الأقرب إلى السحر والشعوذة منها إلى الطب بالمعنى الحديث للكلمة. وتجدر الإشارة إلى أن ملك البوب وجد نفسه ملزما بالتعاقد من اجل العودة لإحياء الحفلات، بعد أن بلغت ديونه مستوى قياسيا (حوالي 500 مليون دولار)، وطالت لائحة دائنيه، لتشمل المنتج مارك شافيل، مكتب المحاماة ليسكوغ وميرار، الشركة الكاليفورنية للبيع بالمزاد جوليان أكسيون، الشركة النيويوركية للتمويل والاستثمار وغيرهم كثير.وفي ظل هذه الأزمة المالية الخانقة، اقترح راندي فيليبس ، قبل سنتين ، على مايكل جاكسون مقترح التعاقد من أجل العودة إلى الركح،لإحياء حفلات في أوربا وفي بلدان أخرى من العالم ، بغية تسديد ديونه، هذا المقترح سيتحول، مع مرور الوقت، إلى نوع من الضغط المادي والنفسي على ملك البوب، الذي سينتهي إلى الإجهاز على حياته، في ظروف غامضة، بالكاد بدأت تتضح بعض ملامحها. والمرجح اليوم هو أن الأطباء، المنتجين، أصحاب البنوك... كلهم تآمروا على النجم المنهك والمنهار ، وأرغموه على العودة إلى الغناء، دون مراعاة لحالته الصحية والنفسية، ولهذا فكلهم يتعرضون للمساءلة الإعلامية والأمنية ، مباشرة بعد انصرام ثمانية وأربعين ساعة على المأساة. عن "جريدة الأحد" الفرنسية -28 يونيو 2009.