بعد أن ظلت مواقفهم متناغمة منذ قرار مقاطعة الدراسة تباين موقفا طلبة كليات الطب والأسنان وطلبة كليات الصيدلة بشأن العرض الذي قدمته الحكومة لإنهاء مقاطعة الطلبة الدراسة والامتحانات، إذ حظي العرض الحكومي بقبول طلبة الصيدلة، في حين عارضه طلبة الطب. وفي وقت "صوّت" طلبة كليات الطب وطب الأسنان ضد العرض الذي قدمته الحكومة، بفارق بسيط جدا، (50,45% مقابل 49,55%)، عبّر طلبة كليات الصيدلة عن موافقتهم على العرض الحكومي، إذ صوّتوا لصالحه بأغلبية ساحقة. وبلغت نسبة تصويت طلبة كليات الصيدلة لصالح المقترحات التي قدمتها الحكومة في كلية الصيدلة بالرباط 95,14%، تليها كلية الصيدلة بفاس بنسبة 93,36%، ثم كلية الدارالبيضاء ب92,99%. وعبر طلبة كلية الصيدلة بمراكش عن قبولهم مقترحات الحكومة بنسبة 90,47%، بينما صوّت لصالحها طلبة كلية الصيدلة بطنجة ب85%، وطلبة كلية وجدة ب50%. ورغم قبول طلبة كليات الصيدلة مقترحات الحكومة بالأغلبية الساحقة إلا أن اللجنة الوطنية الممثلة لهم أكدت أن هذا التصويت "لا يعني رفع مقاطعة الدراسة والامتحانات"، مشترطة توقيع محضر اتفاق يتضمن إلغاء العقوبات المطبقة في حق عدد من الطلبة المتزعمين للاحتجاجات، وإلغاء قرارات الكليات القاضية بحل مكاتب ومجالس الطلبة. واشترط طلبة كليات الصيدلة أيضا إلغاء "نقطة الصفر" التي مُهرت بها نتائج الطلبة الذين قاطعوا امتحانات الدورة الأولى، إضافة إلى "جدولة زمنية جيدة للامتحانات المقبلة". مصدر طلابي من شُعبة الصيدلة في اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أفاد بأن التصويت على مقترحات الحكومة جاء عقب الاجتماع الرسمي الذي عقدته الأخيرة مع ممثلي الطلبة، وتم "بشكل ديمقراطي". وأفاد المصدر ذاته بأن طلبة الصيدلة ينتظرون، بعد قبولهم، بأغلبية ساحقة، مقترحات الحكومة، أن تبادر الأخيرة إلى استدعاء ممثلي الطلبة من أجل التوقيع على محضر يتضمن مطالب الطلبة المتعلقة بإلغاء العقوبات، وإلغاء قرارات حل مكاتب ومجالس الطلبة، ووضع جدولة مقبولة لإجراء الامتحانات، مضيفا: "نتمنى أن تسير الأمور نحو الأفضل". وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أكد يوم أمس الأربعاء أن الحكومة مازالت عند وعدها بتنفيذ المقترحات التي قدمتها لإنهاء الأزمة التي تعيشها كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان منذ أشهر، بسبب مقاطعة الطلبة الدراسة والامتحانات. وشدد بايتاس، خلال الندوة الصحافية الأسبوعية عقب انعقاد مجلس الحكومة الأسبوعي، على أن "كل ما تعهدت به الحكومة مازالت ملتزمة به"، مشيرا إلى أن "الجهات المختصة ستعلن قريبا التواريخ التي ستنظم فيها الامتحانات". وفي وقت حسم طلبة كليات الصيدلة موقفهم، وقرروا بالإجماع قبول العرض الحكومي، ما يعني، عمليا، اقتراب عودتهم إلى فصول الدراسة، لم يستنّ معرفة موقف طلبة كليات الطب والصيدلة، وما إن كانوا سيقفزون على الفارق البسيط بين عدد المصوتين على مقترحات الحكومة، أم سيواصلون المقاطعة، إذ تمت محاولة الاتصال بعدد من أعضاء اللجنة الممثلة لهم دون ردّ.