دأب المغاربة منذ عقود مديدة على العمل بقاعدة "يوم صيامكم يوم عيدكم"، وهي القاعدة التي تمكن من معرفة اليوم الذي سيحل فيه عيد الأضحى منذ التأكد من فاتح رمضان، غير أن هذه القاعدة قد تختل هذه السنة، حيث تشير التوقعات المبنية على الحسابات الفلكية إلى أن عيد الأضحى خلال هذه السنة يُرتقب أن يحل يوم الاثنين (17 يونيو)، في حين أن اليوم الأول الذي صام فيه المغاربة في رمضان الماضي كان يومَ ثلاثاء. ووفق المعطيات التي قدمها المهندس والباحث الفلكي عبد الحفيظ باني، فإن رؤية هلال شهر ذي الحجة ستكون سهلة عند غروب شمس يوم 29 ذي القعدة (الجمعة 7 يونيو)، لكون عمره سيكون 31 ساعة، وسيمكث في الأفق ساعة ونصف الساعة بعد غروب الشمس. هذا المعطى يعني، حسب باني، أن فاتح شهر ذي الحجة سيوافق السبت 8 يونيو، وبالتالي فإن عيد الأضحى سيكون الاثنين 17 يونيو، استنادا إلى الحسابات والمعطيات الفلكية، غير أن تأكيد يوم عيد الأضحى في المغرب لا يتم إلا بعد إصدار بلاغ رسمي من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي يتم مساء آخر يوم من ذي القعدة، بعد رؤية الهلال بالعين المجردة، وهي العملية التي تتم في مختلف جهات المملكة، وتشارك فيها جميع مندوبيات الوزارة والقوات المسلحة الملكية. وكتب باني، في تعليق على الموضوع، أن المغاربة ألفوا أن يقرنوا يوم عيد الأضحى باليوم الأول من صيام رمضان، على أساس أنها قاعدة صحيحة مئة بالمئة، ولكن هذه القاعدة، يردف الباحث في علم الفلك، قد تختل هذه السنة، حيث صام المغاربة يوم الثلاثاء، في حين تتوقع الحسابات الفلكية أن يوافق عيد الأضحى المقبل يوم الاثنين. احتمال خلخلة قاعدة "يوم صيامكم يوم عيدكم" أكده أيضا حسن الطالبي، عضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وعضو اللجنة المغربية للتوعية الفلكية، وهي لجنة للتنسيق بين الاتحاد الدولي والهيئات الفلكية بالمغرب، بقوله، في تصريح لهسبريس، إن "عيد الأضحى في المغرب هذه السنة سيكون بحول الله يوم الاثنين 17 يونيو". وأكد ذلك أيضا إبراهيم أخيارط، باحث في علم التوقيت، مشيرا، في تصريح لهسبريس، إلى أن المعطيات الفلكية تفيد بأن رؤية هلال شهر ذي الحجة ستكون واضحة جدا بالمغرب ليلة 29 ذي القعدة 1445 هجرية، الموافق ل7 يونيو 2024، حسب طول وعرض مدينة وجدة. وبذلك، يردف المتحدث ذاته، فإن عيد الأضحى سيحل يوم الاثنين 17 يونيو، لافتا إلى "توفر جميع المعايير المطلوبة فلكيا للحكم بإمكانية رؤية الهلال ليلة 29 ذي القعدة لأن الاجتماع، أو الاقتران، سيكون بإذن الله يوم الخميس 6 يونيو (28 ذي القعدة) على الساعة 12 و37 دقيقة بالتوقيت العالمي". وأضاف أن الحسابات الفلكية "هي تمهيد علمي لرؤية الهلال، حيث يتم بواسطتها تحديد موقعه ومستوى ارتفاعه في الأفق... وهل يوجد أصلا في الأفق، وإلا فالمُعتبر شرعا هو الرؤية البصرية المعتمدة في المملكة المغربية".