أسدل مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، مساء اليوم السبت، الستار على فعاليات دورته التاسعة والعشرين بتكريم المخرج والسيناريست والممثل المغربي فوزي بنسعيدي نظير عطائه ومشواره الحافل بالإنجازات التي أغنت الخزينة الثقافية للمغرب في عالم الفن السابع. تتويجات المهرجان وفي حفل فني احتضنته قاعة سينما "إسبانيول" العريقة، توج فيلم "من عبدول إلى ليلى" للمخرجة ليلى البياتي بالجائزة الكبرى للمهرجان والتي تحمل اسم "تامودة"، يليها شريط "موخيريس" للمخرجة مارتا لالانا الذي توج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة والتي تحمل اسم محمد الركاب. وعادت جائزة العمل الأول التي تحمل اسم عز الدين مدور إلى شريط "أبي لم يمت" للمخرج المغربي عادل الفاضيلي. وحصل كل من أزرو وجميل أجاجيك أوغلو على جائزة أحسن سيناريو، فيما توج شريط "فاروق" للمخرج التركي أسلي أوزجي بجائزة النقد التي تحمل اسم "مصطفى المسناوي". ونالت الممثلة أنيسة لانايا على جائزة أحسن تشخيص نسائي عن دورها في فيلم "مذكرات خاصة" للمخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، فيما توج التركي فاروق أوزجي بجائزة أحسن تشخيص رجالي عن دوره في شريط "فاروق". تكريم مبدع السينما المغربية فوزي بنسعيدي وشهد حفل ختام الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط تكريم المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، الذي تم تخصيص مواعيد يومية على مدار أسبوع من عمر التظاهرة لعرض أبرز إنتاجاته السينمائية وأفلامه، حيث اعتلى الخشبة وسط تصفيقات زملائه وتسلم درع التكريم من يد المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، رئيس لجنة التحكيم. وقال بنسعيدي، في تصريح لهسبريس على هامش تكريمه، إنه سعيد بالتكريم في مهرجان عريق لديه خصوصية مثل مهرجان تطوان، ويضم أفكارا جديدة مثل عرض جميع أفلام المكرم ليتعرف عليه أكثر ضيوف المهرجان؛ وهي مبادرة انطلقت معه هذه السنة، وستستمر في مقبل الدورات. وأبرز المخرج المغربي المحتفى به أن التكريمات التي تتوسط مساره الفني تعد حافزا بالنسبة له للمضي قدما في الإبداع وصناعة إنتاجات سينمائية جديدة وبمستوى أكبر مما سبق، موضحا أنها تعد مسؤولية تقع على عاتقه كذلك. نجوم الفن المغربي يشيدون بمستوى الأفلام قال الممثل المغربي هشام الوالي إن مدينة تطوان تستحق التهنئة على هذا المهرجان الذي تحتضنه، سواء من حيث التنظيم الجيد أو العروض الجيدة التي تخللت فقرات المهرجان، مبرزا أن هناك فيلمين عربيين لمساه على الصعيد الشخصي. وتابع المتحدث ذاته: "هنيئا لنا كفنانين بهذا المهرجان الكبير في مدينة أعتبرها عروسة البحر الأبيض المتوسط، وسنلتقي إن شاء الله في الدورة الثلاثين ولتحيى السينما المغربية". من جهتها، قالت الممثلة المغربية سناء العلوي إن هذا المهرجان يعد قدوة لأنه يتضمن أفلاما بجودة عالية جدا، مبرزة أنه تم عرض أفلام لا يمكن الاختيار بينها كمتفرجين، متمنية الاستمرارية لهذه التظاهرة الفنية العتيقة التي تجمع عشاق الفن السابع. وتابعت العلوي، في حديثها مع هسبريس، أنها تفاجأت هذه السنة بخلط في العرض بين الفيلم الروائي والوثائقي على غرار العديد من التظاهرات الكبرى، مضيفة أنه أصبحت هناك حرية في التعبير داخل السينما المغربية. بدورها، قالت الممثلة بديعة الصنهاجي، في تصريح لهسبريس، إن دورة هذه السنة من مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان كانت مفيدة وقدمت أفلاما بمستوى عال تتكلم عن الإنسان وحقه في الحياة وعن المرأة والطفل، وسلطت الضوء على مواضيع عميقة جدا ومهمة على المستوى الإنساني. وتابعت الممثلة المغربية ذاتها أنها كانت سعيدة بلقاء مجموعة من المخرجين من تركيا ومجموعة من الدول الأخرى، إضافة إلى أفلام فلسطينية ويونانية طرحت مواضيع بشكل جميل ومغاير وذكي؛ وهو ما شكل لها توليفة تعطي دروسا مفيدة ونقاشات مثمرة وممتعة.