يبدو أن حملات التجاري وفا بنك لاستقطاب المزيد من المهاجرين المغاربة، تتعارض ومصالح الجالية المغربية، وطموحاتها التي لا ترتهن ببنك يريد فقط استغلال المهاجر ماديا بل بمشاريع ملموسة تخدم المهاجر وأبنائه وتؤكد على حقه في الكرامة المفقودة في وطنه. "" وبعد استطلاع قمنا به حول علاقة التجاري وفا بنك بالمهاجر المغربي، اكتشفنا العديد من الخروقات والتجاوزات التي لم يألفها مع الأسف المغاربة المقيمين في أوروبا و أمريكا و حتى في بلدان افريقية . فالمعطيات تؤكد أن البنك لا يرسل كشف الحسابات البنكية لعدد من زبنائه من المهاجرين، وهناك من لم يتوصل بكشف الحساب، بالرغم من ضبط عنوانه ومراسلة فرع البنك الذي انخرط فيه في المغرب حول مشكلته، ومرور أشهر بل و أكثر من عام على شكايته. أما قضية ورقة المعلومات، والتي كتبنا عنها سابقا ، فما زالت لحد الساعة قائمة، وكأن البنك لم يتفهم أن الصحافة الإلكترونية المغربية التي يقدر قرائها اليوم بأكثر من 100 ألف قارئ يوميا ، ومن بينهم جزء كبير من المهاجرين المغاربة ، تتابع تجاوزات البنك المختلفة، ما أفقد التجاري وفا بنك مصداقيته لدى السواد الأعظم من المهاجرين . أما الرواية أو المحنة الأخرى مع نفس البنك، فتطلعنا عنها قصة زبون قرر الكشف عن مشكلته على شبكة الانترنيت، بعدما سدت الأبواب في وجهه. و تتلخص قضية هذا الزبون في أنه قام بتقديم طلب بإغلاق حسابه البنكي بالتجاري وفا بنك، لكن المشكلة، أن الحساب الذي قالت له الموظفة بأنه أصبح مغلقا، أعيد فتحه أوتوماتيكيا عندما جاءه اقتطاع بسبب تأمين الحساب العائلي، هذا الأخير الذي لم يكن يعلم عنه شيئا، إلا عندما رجع ليستفسر عن كون الحساب مزال مفتوحا، حيث أن البنك أبرم تأمينا بدون علمه. المهم الآن، أن الحساب استغرق حوالي سنة بين الكر و الفر، حتى أغلق، لأنه كان يتوجب الاتصال بشركة التأمين، لكن شركة التأمين تتماطل طبعا، حتى أخذ ما يمكن أخذه من المنخرط سواء كان وهميا أو حقيقيا . لذلك ينصحنا هذا الزبون، بزيارة البنك بعد ثلاثة أشهر من تاريخ غلق الحساب للتأكد من كونه مفتوحا أو مغلقا. هذا غيض من فيض معاناة الزبناء والمهاجرين مع التجاري وفا بنك، و هو الأمر الذي يتعارض مع كل السياسات البنكية الموجودة في العالم . فهل ما زال البنك، وكالعديد من المؤسسات الرسمية المغربية ينظر للمغاربة المهاجرين أنهم عمالا فقط ، ومثل بقرة حلوب، أم أن الجهل بالحسابات المالية (نشير إلى أن التجاري وفا بنك خسر العديد من زبناءه، و هذا يدخل في إطار حسابات الربح والاستغلال من جهة، والخسارة من جهة ثانية ) أفقد البنك و مسؤوليه الصواب ؟ وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول، لمجلس الجالية المعاق ،و شعار "فينكوم" الوهمي، ولكل أصحاب الخطاب الرسمي الداعي إلى عملية استقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في حملة يسمونها ب"مرحبا 2009"، أن أبواق الدعاية المجانية لا تنسجم مع واقع و معاناة الجالية المغربية مع المسؤولين المغاربة ، وهو واقع مؤلم يعاني منه المهاجر منذ الاستقلال إلى الآن، ما أفقد جل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية المغربية التي تتعامل مع المهاجر المغربي، مصداقيتها و صورتها في أوروبا، و لعل ما يكتب وينشر حول المغرب من حقائق مخجلة، نتابعها عن قرب في الإعلام الأوروبي والأمريكي، في ظل غياب للدبلوماسية المغربية التي أصبحت في نظر البعض وراثية تعتمد على النسب و القرابة والقبيلة وحجم التقرب من أصحاب القرار، و ليس بناء على الكفاءة كما هو الشأن في الغرب المتقدم، كل ذلك يعكس حجم المعاناة ولتراجع المغربي في زمن الألفية الثالثة (المغرب ما زال يعيش ألفيته الأولى مع الأسف ).