تقوم مؤسسة "التجاري وفا بنك" بإرسال ورقة معلومات إلى الزبناء المنخرطين لديها في ما يسمى ب"باكيدج بلا حدود" والخاص بالعمال المغاربة في المهجر، لكن بعد ملأها من طرف المهاجر يقع ما لا يكن في الحسبان. "" المواطن المغربي ( م. ا ) مهاجر في ألمانيا، وبعد ملأه وبعثه لهذا المطبوع، استغلته مؤسسة تأمينات Mondial Assistance "مونديال اسيستانس " التابعة للبنك المذكور، وقامت باقتطاع واجبات الاشتراك في هذه التأمينات سنتين متتاليتين، بالرغم من أن هذا المهاجر لم يوقع عقدا مع مؤسسة التأمين، ولم يسبق له أن التقى السيدة التي سجلت اسمها كموظفة قامت بإجراءات عملية الانخراط.
بل أكثر من ذلك ، أن اسم الموظفة لا يوجد في فرع البنك الذي ينخرط فيه هذا المهاجر . وللإشارة فإن هناك فرق بين بطاقة "باكيدج بلا حدود"، و تأمينات"مونديال اسيستانس" ، في المهام و الأهداف بالرغم من أنهما معا ينتميان لنفس البنك، فالأولى بطاقة بنكية تسلمها البنك بعد توقيع عقد سنوي يقتطع بموجبه من حساب المنخرط 250 درهم كل عام ، و الثانية هي مؤسسة للتأمينات.
وفي حالة المهاجر (م. ا )، نجد أن البنك سربت معطياته و بياناته الخاصة لمؤسسة (Mondial Assistance) ، في خرق واضح للقانون الذي يضمن سرية وخصوصية المعطيات، و خاصة أنه أرسل ورقة المعلومات إلى البنك و ليس إلى مؤسسة "مونديال اسيستانس" للتأمينات.
وقد قام المعني بالأمر بإبلاغ البنك المركزي في البيضاء مرات عدة، وفرع البنك المنخرط فيه، وكذلك فرع البنك في دوسلدورف، باعثا رسائل بالبريد العادي و المضمون مع إشعار بالتوصل ، لكنه لم يتوصل بأي رد على شكاياته لحد الساعة، وقد مر على قضيته أكثر من عامين، ما جعله يفكر في اتخاذ إجراءات قانونية لإنصافه.
ويبدو من خلال هذه القضية طبيعة الاهتمام الذي يوليه "التجاري وفا بنك" للعمال المهاجرين في المهجر، الذي يمطرنا بإعلاناته الدعائية كل يوم، وهي دعايات إشهارية لا تحمل إلا الاسم، في زمن أضحى فيه التسيب واللامبالاة هو سيد الموقف.
كما يكشف هذا التعامل طبيعة العقلية الانتهازية التي تتعامل بها بعض المؤسسات المغربية مع المهاجرين المغاربة، و الذي ينظر لهم فقط كمصدر للعملة الصعبة.
وتقول المصادر، إن التجاري وفا بنك، تأسس بعد اندماج البنكين المغربيين البنك التجاري المغربي، وبنك الوفاء سنة 2003، و تملك "مجموعة أونا" جزء من رأسماله.