بعد أن أقرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بهزيمة نادي الاتحاد الجزائري أمام نادي نهضة بركان المغربي بثلاثية نظيفة، في مقابلة ذهاب نصف نهائي الكأس الإفريقية التي لم تجر على أرضية الملعب، على إثر احتجاز السلطات الجزائرية أقمصة الفريق البركاني الحاملة للخريطة المغربية، قامت بعثة اتحاد العاصمة برحلة مباشرة إلى المملكة المغربية، لإجراء لقاء الإياب يومه الأحد. جماهير الاتحاد المساندة لفريقها الغالي، كلها أمل في تحقيق ريمونتادا غير مسبوقة أمام مضيفه نهضة بركان، خاصة وأن الاتحاد هو بطل الدورة الإفريقية السابقة، كما أن القاعدة الرياضية الذهبية هي: لا مستحيل في كرة القدم. في كل الأحوال بقدر ما أننا كمغاربة نرجو أن يكون الفوز من نصيب الفريق البركاني، يتمنى الجزائريون بدورهم الانتصار للاتحاد، وفي المحصلة سينتهي هذا الحوار الكروي الذي يعد بالكثير، بخروج فريق من المنافسة الإفريقية الكبيرة، وترشيح الفريق الفائز إلى المقابلة النهائية. ومن المؤكد أن عشاق كرة القدم العربية والإفريقية ينتظرون على أحر من الجمر هذا العرس الرياضي المغاربي، الذي يجمع بين ناديين عريقين مدججين بألمع اللاعبين في القارة السمراء، يقودهما مدربان من الطراز الرفيع، يراهنان على جزئيات صغيرة، وخطط استراتيجية وتقنيات فنية قد تُباغت الخصم في أكثر من مناسبة. ومما لا شك فيه سيخصص مسؤولو نهضة بركان استقبالا رفيعا يليق بمكانة النادي الجزائري، وظروفا لوجستيكية ممتازة، انسجاما وتقاليد الشعب المغربي، المتمثلة في إكرام وفادة الضيوف واحترامهم، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم التامة. كلنا في المغرب على وعي واضح كل الوضوح، بأننا أمام مقابلة في كرة القدم ليس إلا، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين أكثر بكثير مما يفرق بينهما. إن ماضينا القريب حافل بمشاهد التضامن والأخوة والتضحية، في سبيل طرد المحتل الأجنبي، وزاخر بالأحلام والآمال والتطلعات نحو العمل المشترك، من أجل غد مغاربي أكثر إشراقا وتقدما وازدهارا. فهل سينجح شبابنا المغاربة والجزائريون في ما فشل فيه سياسيونا الكبار؟ هل سيرسم هؤلاء اللاعبون بأقدامهم لوحات فنية، ترشح محبة وتسامحا وسلاما، بعيدا عن المسلكيات السياسوية الضيقة؟ هذا ما نتمناه من أعماق قلوبنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.