احتضنت قاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، اليوم السّبت، لقاء مفتوحا مع رائد القصة القصيرة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور. ويأتي اللقاء المنظم من طرف فريق المغرب الثقافي وتنمية الإنسان بمختبر إستراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الأول بوجدة، بتعاون مع وكالة الشرق، في إطار فعاليات الدورة الرابعة من المعرض المغاربي للكتاب المُقامة بمدينة وجدة. وشكّل اللّقاء فرصة لطلبة الجامعة والمهتمين بالقصة القصيرة بالمنطقة الشرقية من أجل الاقتراب من عوالم القصة القصيرة عند أحمد بوزفور، المعروف في السّاحة الأدبية بلقب السّندباد. وحضر هذا اللقاء الإبداعي مع بوزفور الدكتور الحسين أوشني، عميد كلية الآداب، ونوابه، إلى جانب القاص مصطفى جباري، رئيس مجموعة البحث في القصة القصيرة، وأساتذة بالكلية وطلبة ومهتمّين بالقصة القصيرة بالمنطقة الشرقية. وفي افتتاح اللّقاء قدّم الدكتور يحيى عمارة، مدير مختبر إستراتيجيات صناعة الثّقافة والاتّصال والبحث السّوسيولوجي، نبذة تعريفية عن أحمد بوزفور الذي وصفه ب"فيلسوف الأدب وفارس السّرد وسندباد القصّة القصيرة"، قبل أن يقدّم قراءة موجزة في أعماله الأدبية منذ نصوصه الأولى التي نشرها في جريدة العلم. وبعدها تقاسم الأديب المغربي عقودًا من التجربة الإبداعية القصصية مع طلبة الكلية، من خلال ورقته الخاصة التي وسمها ب"الأوجاع البهيجة للكتابة وقطرات الإبداع"، حيث كشف المبدع عن رؤيته للقصة وتشكلات الكتابة الإبداعية، مبرزًا إيمانه ب"الكتابة الحرة، من دون خطة مسبقة لكتابة القصة التي تفيض بالأوجاع البهيجة". أما أوجاع الكتابة، حسب بوزفور، فهي تلك التي تؤسس لأسلوبه الإبداعي، فيصف ذلك بوجع الحرف وقدرة حروف المعاني على توجيه القصة ودلالاتها، ثم وجع الإيقاع الذي يشكل أساس القصة، التي لا تكتمل بالنحو فقط، ثم وجع اللغة والكلمات، في احتفاء باللغة واللهجة والذاكرة الجماعية وبمرادفات الكلمة ومعانيها التي تنبع من وجع آخر وسمه المبدع أحمد بوزفور ب"وجع القبو وغياهب القلب والمعنى في بناء القصة". وتابع بوزفور حديثه عن وجع النهاية، الذي يعد في تصوره "ضمادة جرح وليس علامة انتصار مبدع" في مواجهة قصة تفيض بوجع آخر هو وجع العنوان، ذلك العائق الآخر الذي يوجه الدلالة والقراءة؛ فعنوان القصّة، حسب تعبيره، "كأنك تبني قفصا لعندليب بهي وجميل وأنيق". وفي آخر اللقاء تفاعل أحمد بوزفور مع أسئلة الطلبة بخصوص العلاقة بين الشعر والقصة والسينما، وسبل تأليف عوالم القصة القصيرة، كاشفًا أن القصة دوما تستفيد من الشعر، لذلك نصحَ الشباب بقراءة الشعر، "فالكتابة في الأصل كانت شعرا"، حسبه، مبديًا في الختام تأسّفه لعدم اهتمام أهل السينما بالقصة القصيرة، والعمل على تحويل عوالمها إلى سيناريوهات وأفلام.