من فوق سقيفة هذا القوس تظهر جنبات صومعة صغيرة يرفع منها أذان الصلوات الخمس بالمسجد المجاور لضريح (سيدي عبد العزيز التباع) أحد رجالات مراكش السبع، عبر تلك "التقويسة" تمر الذبائح التي تقدم قربانا لأضرحة بعض الأولياء المدفونين بحوز مراكش (إما بتامصلوحت أو مولاي ابراهيم) وذلك خلال ذكرى المولد النبوي من كل عام. وقد كان بعض المتفكهين والمتندرين من أبناء "البهجة والتقشاب" عندما يجادل بعضهم بعضا بخصوص أصالة انتمائه لمراكش فيسأله متهكما "واش نتا بعدا مراكشي؟" فيجيبه الآخر "شوف نتا آش بان ليك"، فيسأله المتهكم قائلا: "إوا قل لينا فين جات الصمعة للي تيدوز من تحتها الجمل بالواقفية؟". فيرتبك الشخص المسؤول من مفارقة السؤال ما لم يفطن إلى أصل حكاية الصومعة المعلومة، لأن من تحت قوسها (أنظر الصورة) تمر النوق التي يذهب بها أهل القربان مشيا على الأقدام مسافة الثلاثين كيلومترا حتى تبلغ الناقة مقام الذبح. وهكذا بقي اللغز متداولا للدعابة ما بين أبناء الأحياء الشعبية حتى يومنا هذا. الطارئ الآن على وضعية سطح "التقويسة" أنه بعد عملية (ترميم الحاضرة المتجددة) لجل الأحياء العتيقة والتي استمرت حتى الآن أربع سنوات؛ لم تعد معلمة قطعة الخشب الخاصة بتعليق العلم الأزرق (كل يوم جمعة) كما كان عليه الحال على عهد أبي عنان المريني. فما رأي أهل الشأن الثقافي والسياحي في طمس تلك المعلمة علما أن سطح السقيفة لم يعد معتمدا لأداء الأذان كما كان منذ عقود؟