لم يمنعها جلبابها كحلي اللون، وحجاب رأسها الرمادي الطويل، من أداء بعض حركات الفنون القتالية، داخل قاعة التدريب في مركز مدينة عرفات للشرطة في قطاع غزة. فقد أحكمت أزهار البنا (23 عامًا) أحد عناصر الشرطة النسائية في حكومة غزة التي تديرها حركة حماس، الدفاع عن نفسها وإمساك يد خصمتها وليّها بسرعة ثم طرّحها أرضًا، ضمن تدريباتها التي تتلقاها في دورة "الفنون القتالية" التي تنفذها الشرطة النسائية في غزة. وقالت البنا ذات البشرة السمراء، إنها تتدرب يوميًا لخمس ساعات، وتم اختيارها ضمن المجموعة الأولى المشاركة في الدورة. وأضافت:" أثناء عملنا تتعامل معنا بعض المواطنات للوهلة الأولى كخصم، وبعضهنّ قد يعتدين علينا بالضرب، لذلك تم افتتاح هذه الدورة". وأشارت البنا التي التحقت بالشرطة النسائية قبل ثلاث سنوات، إلى أن "زيها الإسلامي الشرعي لا يعيق عملها أبدا، ولا ممارستها للفنون القتالية، بل هي فخورة به"، على حد تعبيرها. وعكفت الشرطة النسائية في القطاع على تنفيذ دورات في الفنون القتالية لعناصرها، هي الأولى من نوعها لهن. وتعتبر هذه الدورة مقدمة سلسلة من الدورات التي ستنفذها الشرطة النسائية خلال الأشهر القادمة، لجميع عناصرها وعلى دفعات. وتقول المقدم نرمين عدوان مدير عام الشرطة النسائية في غزة لمراسلة الأناضول :" افتتاح دورات في الفنون القتالية لعناصر الشرطة يأتي من باب تدريبهن على السيطرة والتحكم بعملهنّ في الميدان، وصدّ أي اعتداء عليهنّ سواء من رجل أو امرأة". وتابعت:" ستتدرب الشرطيات على تثبيت الشخص الذي يعتدي عليهنّ وعلى كيفية السيطرة على الخصم والتحكم به واقتياده إلى الجهة التي تريدها الشرطة". ولفتت عدوان إلى أن تعامل عناصر الشرطة النسائية يكون مع المرأة فقط، وبالتالي لا يحتجن أثناء التدريب إلى تعلم أنواع الفنون القتالية المتعددة بكافة مراحلها، إنما يأخذن منها ما يناسب تعاملهنّ مع المرأة. وأشارت إلى أن هذه الدورة ستشمل جميع عناصر الشرطة النسائية ولكن على دفعات وفترات متباعدة. واستطردت بقولها:" لأن مجتمعنا محافظ وملتزم وله عاداته وتقاليده، ولا نريد أن تتعامل المرأة إلا مع مثيلتها، تم افتتاح قسم خاص بالشرطة النسائية". وتضيف:" تم تأسيس الشرطة النسائية في قطاع غزة في عام 2009، عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، ووصل عدد المنتسبات لها إلى أكثر من 100 عنصر". والمهام الموكلة للشرطة النسائية تتمثل في عمليات التفتيش ومشاركة الرجال في إخلاء البيوت والتحقيق مع النساء والمكافحة وحفظ النظام، وفق عدوان. *وكالة أنباء الأناضول