هجوم جديد شنّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بخصوص الآراء التي عبر عنها لإصلاح مدونة الأسرة، معتبرا أن "التصريحات التي عبّر عنها منذ سنة 2022، وأشهرها تلك المتعلقة بالعلاقات الرضائية، كانت تصريحات متهورة وغيرَ معقولة وغير لائقة وغير مقبولة في المجتمع المغربي". الخرجة الجديدة لبنكيران جاءت على خلفية دعوة وزير العدل النواب البرلمانيين ذوي التوجه الحداثي إلى التكتل وتسريع وتيرة العمل من أجل إقرار التعديلات المرتقبة في مدونة الأسرة "قبل أن تأتي جهة أخرى وتُرجعنا إلى الوراء"، وذلك خلال جلسة مناقشة مسطرة مشروع قانون المسطرة المدنية بمجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي. وتعليقا على كلام وهبي، قال بنكيران: "في الحقيقة، تفاجأنا وفُوجعْنا لهذا المستوى الذي وصلنا إليه"، مضيفا: "انت أسي وهبي وزير في حكومة جلالة الملك، وأنت محكوم بمرجعيات الدولة، وأنت عضو في اللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، التي من المفروض أن تكون أعمالها سرّية". وأردف بنكيران مخاطبا وهبي، الذي وصفه ب"الوزير المعلوم، وصاحب المصيبة من أول يوم": "قبل ذلك استدعيْت الجمعيات النسوية واشتكيت لهنّ عدم مساعدتهنّ لك، وقلتَ لهن إن الإصلاح سيكون بنفَس محافظ؛ وهذا إفشاء للسر ليس من حقك، ومْشيتي كَتّْعترْس وتجاوزْت مرحلة رفع المدونة إلى جلالة الملك"، مضيفا: "ما كنعرفكش واش أنت أبله ولا كتدير تبهلاويت وسْريق العواد". بنكيران اعتبر في رده على وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بخصوص مدونة الأسرة، بثّه على صفحته الشخصية عبر منصة "فيسبوك"، أن وهبي "هُزم، هو ومَن معه ومَن يحمل أفكاره، شرَّ هزيمة في معركة إصلاح مدونة الأسرة"، مضيفا: "الشعب ما بغاكومش، وسيدْنا دار ليكم الإطار" (الإطار الذي حدده الملك لإصلاح مدونة الأسرة). بنكيران عرّج على المراحل التي شهدها التحضير لتعديل مدونة الأسرة، بعد تشكيل الملك محمد السادس للجنة المشرفة عليها، موردا أن اللجنة "اشتغلت بجدّية مشهود لها بها، وبكثافة كبيرة جدا"، قبل أن يستدرك بأن النقاش الذي بدأ في المجتمع "كان هادئا نسبيا، ولكننا لاحظنا تجاوزا للتأطير الطبيعي الذي يجب أن يكون في البلد، لأن المغرب دولة إسلامية، والإسلام لا شيءَ يعلو فيه على القرآن الكريم". وأضاف أن "القرآن هو أعلى وثيقة في الدولة، ومَن قال غير هذا فعليه أن يراجع نفسه، لأن المملكة المغربية دولة إسلامية، وهذا ما تضمّنته الدساتير جميعها، وحتى الدستور الحالي يقول ما مفاده أن الإسلام يحتل مكانة الصدارة في مرجعيات الدولة"، على حد تعبيره. واعتبر رئيس الحكومة السابق أن "مَن يحاول المساس بالإسلام أو بالقرآن الكريم، يحاول أن يفتح بابا فتنة لا أول لها ولا آخر، لأننا منذ أكثر من 14 قرنا ونحن نعيش كمجموعة إسلامية معتزة بدينها ومتمسكة به، ولم يبْق في عقولنا بل في دمائنا وخلايا أجسادنا". وعاد بنكيران إلى انتقاد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بعد المذكرة التي أصدرها المجلس بشأن مدونة الأسرة، معتبرا أنها "كانت ضغطا سياسيا على اللجنة، ومحاولة إيهامها بأن الطبقة السياسية والناس معهم، فقررنا الرد عليهم، عبر مهرجان فاق نجاحه توقعاتنا، وهذا يعني أن الشعب يرفض هذا". ووصف بنكيران ما ورد في مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ب"المصائب". وردّا على الاتهامات الموجّه إلى حزب "المصباح" باستغلاله مدونة الأسرة في "ليّ ذراع الدولة"، بعد تلويح بنكيران بمسيرة مليونية في حال خالف نص مدونة الأسرة مبادئ الشريعة الإسلامية، قال الأخير: "نحن لا نلوي ذراع الدولة. نحن مع الدولة ومع الملكية ومع الملك". وأردف: "الدولة تعرف العدالة والتنمية أكثر من أي جهة أخرى، وتعرف مواقفنا، بما فيها الموقف من حراك 20 فبراير، حيث كان حزبنا هو أول حزب عبّر عن رفضه لمساندة حركة 20 فبراير وأكد أنه مع الإصلاح في إطار الاستقرار ومع المؤسسة الملكية، في الوقت الذي كانت قلوبكم تميل إلى المجهول، لأنه لو تَبعْنا الحركة لذهبنا إلى المجهول مثل دول أخرى".