صورة نادرة من أحداث 53 بسيدي قاسم "" تتحدث العديد من المواقع والمنتديات الإسرائيلية عن أحداث 1954 بسيدي قاسم بكثير من الإسهاب، حيث تخصص هذه المواقع العديد من صفحاتها من أجل تفصيل تلك الأحداث التي يعتبرها المشرفون عن هذه المواقع بأنها أحداث مؤسفة وقاسية في حقهم كيهود، بل ذهب البعض منهم لتشبيهها ب "المحرقة"، وهذا ما سارت إليه أيضا أغلب تعليقات القراء الذين تجاوبوا بكثير من التفصيل حول ما نشر عن ما وقع في سيدي قاسم سنة 1954.
وفي موضوع تحت عنوان "المحرقة" والمنشور بمنتدى "دافينا" الإسرائيلي، كتب صاحبه أن "ما حدث في سيدي قاسم كان مأساة لليهود وشرخ عميق من الصعب أن يندمل"، في حين اعتبر بعض المعلقين من اليهود أن الأمر كان ضمن سياق العنصرية والتمييز التي كان يتعرض له اليهود في كل مناطق المغرب، وأن حادث إحراق العديد من المواطنين اليهود هو دليل حي وتاريخي على هذا الأمر.
وذهب المنتدى الإسرائيلي، لأن نشر قائمة بأسماء من تم "حرقهم" في أحداث سيدي قاسم سنة 1954 وهم على الشكل التالي كما نشرهم هذا المنتدى وغيره من المنتديات والمواقع الإسرائيلية:
عمّار أبراهام (53 سنة)
صامويل بوسيدان ( 45 سنة)
أبراهام الفاسي (27 سنة)
شالوم الفاسي (56 سنة)
دافيد طوليدانو (16 سنة)
إيلي طوليدانو (50 سنة)
شمعون ليفي يرفض أي تصريح في الموضوع
في هذا السياق، حاولنا تجميع بعض تفاصيل تلك الأحداث على لسان ما عاشوها، كما حاولنا في وقت سابق مراسلة رئيس المتحف اليهودي بالمغرب شمعون ليفي خصوصا أنه تحدث في العديد من خرجاته الإعلامية عن هذه الأحداث حينما قال بالحرف: " أن أحداث 1954 بسيدي قاسم التي راح ضحيتها ما بين 8 و10 من اليهود من أجل لا شيء، هي أحداث مؤلمة من صفحات التاريخ"، كما لوح شمعون ليفي في ذات السياق بأنه - ربما- أحداث مثل هذه كانت وراءها الحركة الوطنية، وزاد في قوله:" لقد سمعنا في التلفاز بأن قائد من القيادات الوطنية القديمة يقول أنهم هم من نظموا المظاهرة".
وعلى خلفية هذه التصريحات حاولنا مراسلة رئيس المتحف اليهودي، لكنه فضّل تطبيق فضيلة الصمت، وذلك بعدم الرد على أسئلتنا التي بعثناه إليه عبر بريد المتحف اليهودي المتواجد بالدار البيضاء.
بعدها توجهنا للبحث عن الذين عايشوا تلك الأحداث ومازلت علبة ذاكرتهم تحتفظ ببعض تفاصيلها، وذلك من أجل معرفة الحقيقة أو جزء من هذه الحقيقة، خصوصا وأن ما ينشر في المواقع الإسرائيلية وبلغات عديدة يكون بمثابة "الحقيقة المطلقة" التي يصدقها الغربيون وتعطي صورة مشوهة عن التعايش الذي كان ومازال قائما في المغرب بين مختلف الديانات، كما أنه من المعروف تاريخيا أن الدولة الإسرائيلية أسست وجودها على الأساطير التي لا تستند إلى حقائق تاريخية، بل على الأيديولوجية وصناعة الأفكار والمآسي كما بيّن ذلك كتاب الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية لمؤلفه زئيف ستيرنهيل، الذي أكد أيضا في كتابه أن الأسطورة والحقيقة (بالنسبة للإسرائيليين) شيئان متنافران لذا وجب دعم الأسطورة بالإعلام لتثبيتها وتحويلها إلى حقيقة، وهذا ما حاولت المواقع الإسرائيلية والمنتديات أن ترسخه فيما يخص أحداث سيدي قاسم، وذلك بجعل الأمر وكأنه "محرقة" كان ضحيتها اليهود الذين كانوا يعملون في التجارة بسيدي قاسم.
الأسباب الحقيقة لاندلاع الأحداث
الصورة تبيّن المكان الذي علقت فيه صورة محمد الخامس قبل أن ينزعها مواطن يهودي وتبدأ شرارة الأحداث
في ذات السياق، أكد لنا أحد من عايشوا هذه الأحداث في سيدي قاسم، أن حقيقة ما حصل كانت ببساطة عندما كان الملك محمد الخامس في المنفى بجزيرة مدغشقر، حينها كان الشعور الوطني وقوة رمزية محمد الخامس لدى المغاربة لا تقدر بثمن، وهذا ما جعل بعض المواطنين يضعون صوره في العديد من الأماكن بأحياء سيدي قاسم ومن بينها صورة وضعت على جدار مخزن كبير للحبوب كان يملكه أحد اليهود، وهذه كانت هي الشرارة التي ستندلع على إثرها تلك الأحداث وذلك بعد قيام هذا اليهودي (مالك مخزن الحبوب) بنزع الصورة وتكسيرها أمام الملأ.
وهو التصرف الذي استفز غيرة العديد من المواطنين الغير المؤطرين ودفعهم لرد فعل قوي اتجاه هذا التصرف، وهذه كانت هي الشرارة الأولى لتلك الأحداث التي اندلعت بعدها بأعمال تخريب وعنف راح ضحيتها يهودي واحد اسمه ( إلياهو)، كما كان هناك ضحايا مغاربة أيضا في مواجهتهم للشرطة الفرنسية التي منعتهم من تجاوز الحواجز التي وضعت حينها في شارع الرباط، بعدما كان يحرم على المغاربة الوصول في العديد من الأحيان إلى شارع محمد الخامس (حاليا) الذي كان يحوي العديد من المقاهي التي يرتادوها اليهود والمستعمرون وحتى بعد أعوان السلطة الفرنسية الذين كانوا يعيشون في سيدي قاسم.
وهذه الأحداث - يضيف- محدثنا عرفت حرق بعض مخازن اليهود لأن رد فعلهم أيضا كان عنيفا اتجاه المغاربة الذين اعتبروا أن تكسير صورة ملكهم هي بمثابة إهانة لهم، لكن لم يصل الأمر إلى حرق 6 يهود أحياء، هذا كلام عار عن الصحة خصوصا أن اليهود ولسنوات طوال عاشوا في سيدي قاسم بدون أي مشاكل وأذكر لك منهم مثلا ديغوي، وإلياهو الذي تحدثنا عليه، وسيرج إير، وعمار.. وكل هؤلاء كانوا يعملون بالتجارة بسيدي قاسم، في حين كانت إقامتهم في مدينة مكناس، زد على ذلك أن كل تلك الأحداث التي وقعت كانت كرد فعل من المغاربة اتجاه الفعل السلبي لليهودي الذي كسر صورة الملك، ومما يفند صفة العنصرية هو أن كل ممتلكات اليهود حينها لم تتعرض لأي نهب أو سرقة، فقط كان هناك حرق لبعض مخازن القمح، ومنها مخزن كان يتواجد بآخر شارع (الرباط) على مدخل شارع الحسن الثاني بسيدي قاسم.
هذا كل ما حدث مع بعض التفاصيل الصغيرة التي جعلت هذه الأحداث تأخذ أكثر من حجمها.
في ذات السياق، أكد لنا أحد من عايشوا هذه الأحداث في سيدي قاسم، أن حقيقة ما حصل كانت ببساطة عندما كان الملك محمد الخامس في المنفى بجزيرة مدغشقر، حينها كان الشعور الوطني وقوة رمزية محمد الخامس لدى المغاربة لا تقدر بثمن، وهذا ما جعل بعض المواطنين يضعون صوره في العديد من الأماكن بأحياء سيدي قاسم ومن بينها صورة وضعت على جدار مخزن كبير للحبوب كان يملكه أحد اليهود، وهذه كانت هي الشرارة التي ستندلع على إثرها تلك الأحداث وذلك بعد قيام هذا اليهودي (مالك مخزن الحبوب) بنزع الصورة وتكسيرها أمام الملأ.
وهو التصرف الذي استفز غيرة العديد من المواطنين الغير المؤطرين ودفعهم لرد فعل قوي اتجاه هذا التصرف، وهذه كانت هي الشرارة الأولى لتلك الأحداث التي اندلعت بعدها بأعمال تخريب وعنف راح ضحيتها يهودي واحد اسمه ( إلياهو)، كما كان هناك ضحايا مغاربة أيضا في مواجهتهم للشرطة الفرنسية التي منعتهم من تجاوز الحواجز التي وضعت حينها في شارع الرباط، بعدما كان يحرم على المغاربة الوصول في العديد من الأحيان إلى شارع محمد الخامس (حاليا) الذي كان يحوي العديد من المقاهي التي يرتادوها اليهود والمستعمرون وحتى بعد أعوان السلطة الفرنسية الذين كانوا يعيشون في سيدي قاسم.
وهذه الأحداث - يضيف- محدثنا عرفت حرق بعض مخازن اليهود لأن رد فعلهم أيضا كان عنيفا اتجاه المغاربة الذين اعتبروا أن تكسير صورة ملكهم هي بمثابة إهانة لهم، لكن لم يصل الأمر إلى حرق 6 يهود أحياء، هذا كلام عار عن الصحة خصوصا أن اليهود ولسنوات طوال عاشوا في سيدي قاسم بدون أي مشاكل وأذكر لك منهم مثلا ديغوي، وإلياهو الذي تحدثنا عليه، وسيرج إير، وعمار.. وكل هؤلاء كانوا يعملون بالتجارة بسيدي قاسم، في حين كانت إقامتهم في مدينة مكناس، زد على ذلك أن كل تلك الأحداث التي وقعت كانت كرد فعل من المغاربة اتجاه الفعل السلبي لليهودي الذي كسر صورة الملك، ومما يفند صفة العنصرية هو أن كل ممتلكات اليهود حينها لم تتعرض لأي نهب أو سرقة، فقط كان هناك حرق لبعض مخازن القمح، ومنها مخزن كان يتواجد بآخر شارع (الرباط) على مدخل شارع الحسن الثاني بسيدي قاسم.
هذا كل ما حدث مع بعض التفاصيل الصغيرة التي جعلت هذه الأحداث تأخذ أكثر من حجمها.