بعد أن دعا سابقا إلى "تطبيع العلاقات مع إيران على جميع المستويات"، بسبب "نفوذها الدبلوماسي اليوم الذي غدا أقوى ممن نراهن عليهم في الغرب"، فضلا عن "مبدئيتها والتزاماتها الدينية والأخلاقية مع الوحدة الترابية للشعوب، ومع استقلالها وسيادتها"، عدَّد الأكاديمي عبد الصمد بلكبير دوافع المغرب من أجل فتح قنوات التعاون مع طهران بعد 5 سنوات من القطيعة على رأسها القضية الوطنية الأولى. المحلل السياسي، أكد في تصريح لهسبريس، أن من الأمور التي تستوجب على المغرب تطبيع علاقاته مع إيران، قضية الصحراء، على اعتبار أنها من البلدان التي تَعتبر أن مشكل الصحراء مشكل مصطنع إقليميا ودوليا وبالتالي فلم يسبق لها ابتزاز المغرب في علاقاتها مع البوليساريو عكس دول أخرى. وأفاد الأستاذ الجامعي، أن قطع العلاقات منذ البداية لم يكن أمرا طبيعيا أو عاديا، وبدا من الجلي أنه مقدمات لما كان سيقع لاحقا، "وبما أن الدولة المغربية منذ عهد الحسن الأول كانت تشتغل مع التناقضات الدولية بطريقة ذكية تبدو فيها وكأنها تتخذ قراراتها الذاتية، فقد اختارت الدولة المغربية المشكل المصطنع مع البحرين لقطع علاقاتها مع إيران حتى لا يقال عنها لاحقا إنها تابعة للسعودية والولايات المتحدةالأمريكية" وفق تعبير المتحدث. وتابع مستشار الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، أن المغرب خسر الكثير بقطع العلاقات مع إيران التي تدعم المملكة على عدة مستويات، موضحا أن لا تناقض بين البلدين من الناحية الدينية، بل على العكس من ذلك، فإيران تعتبر أن الدولة المغربية لديها شرط من شروط الولاية العامة أو العظمى، متمثلا في كون الملك من عِثرة النبي التي يعتبرونها من شروط الولاية، وبالتالي فقد كانوا من الناحية الدينية ذوي علاقات جيدة مع المغرب، إضافة إلى كون الملك الراحل الحسن الثاني؛ كان قد بدأ مُبادرة التَّقريب بين المذاهب بعد إحساسه ببداية الصراع المذهبي، ودعا إلى شيء من ذلك، لتتلقفها إيران مباشرة وتعمل على اعتمادها استشعارا منها أن ألغام الصراعات المصطنعة بين المذاهب يمكن أن تؤدي ثمنها غاليا. إلى جانب ما سبق ذكره، يرى عبد الصمد بلكبير، أن للمغرب أضرحة وأولياء من الممكن أن تلعب دورا في السياحة الدينية، خصوصا وأن الإيرانيين مَعروفون بهذا النوع من السياحة، حتى أنهم كانوا قد عرضوا على محمد مرسي جلب 5 ملايين سائح سنويا إلى مصر. إلى جانب تطور إيران من الناحية العلمية، حيث أنها أول دولة من حيث نسبة التقدم العلمي والتكنولوجي عالميا والتي تصل إلى 17 بالمئة سنويا. وتابع المتحدث، أن الرهانات التي تم على أساسها قطع العلاقات مع طهران، متعلقة ب "الجناح المتطرف في الرأسمالية الدولية المتعلق بالشركات متعددة الجنسيات والتي تعتبر إسرائيل من أهم أقطابها من جهة والجناح المتطرف في السعودية من جهة أخرى، هذا الجناح الذي فشل وانهزم بعد عدم الهجوم على سوريا وبالتالي عدم الهجوم كذلك على إيران، وهي الصورة التي تعيدنا إلى الحرب العالمية الثانية وأقطابها". واعتبر بلكبير في ختام حديثه لهسبريس، أن الدعوة التي وجهها سابقا لتطبيع العلاقات على كافة الصعدة مع إيران، تنزيل ديمقراطي لدستور 2011 على أساس التشاركية وتأثير المجتمع المدني والإعلام في القرارات السياسية بالبلاد.