أعطى الملك محمد السادس، تعليماته السامية من أجل إقامة مستشفى ميداني طبي جراحي للقوات المسلحة الملكية بغزة، بالأراضي الفلسطينية، « وذلك حسبما ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مساء امس الأحد. وأضاف البلاغ أن هذه الالتفاتة المولوية السامية تهدف إلى تقديم العلاجات الضرورية للجرحى والضحايا المدنيين في الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة. وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة، التي تتزامن مع شهر رمضان الأبرك، تنسجم مع الالتزامات التاريخية والمتجددة باستمرار الملك محمد السادس تجاه القضية الفلسطينية، وتجسد التضامن الفعلي إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق. ويرى عبد الصمد بلكبير، أستاذ جامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أنها مبادرة ليست بالهينة من الناحية القيمية والرمزية ومن الناحية السياسية والدينية. وتأتي هذه المبادرة حسب بلكبير، بعد تظاهرة الرباط وخاصة الدارالبيضاء اللتان أظهرتا أن الموقف الوطني المغربي مازال هو نفسه دائما منذ العصور الوسطى اتجاه المقدسات الدينية والسياسية والتي ترمز لها القدس. واعتبر بلكبير أن هذه الخطوة الملكية هي استجابة للشعب، وقال « هنا الملك استجاب لمطلب شعبي »، مضيفا ان محمد السادس هو وريث الحسن الثاني الذي لطالما تصرف اتجاه القدس باشكال مختلفة من التضامن ومن الدعم ومن المساندة. وزاد قائلا، بخصوص علاقة المغرب بالمشرق، وتعاون التعاون، في تصريح خص به « فبراير » « دعمنا للشرق ودعمنا الشرق ابان مرحلة الاستعمار ثم جاءت مبادرة الحسن الثاني لمؤتمر القمة الاسلامي على اثر الحريق المصطنع الذي أحدثه الصهاينة المتطرفون في بيت المقدس، وما تلا ذلك من تأسيس لجنة القدس ثم أصبح المغرب يرأسها « ، مسجلا أن جهات حاولت أن تحرم المغرب من هذا المنصب. وأضاف أنé محمد الساس قبل خطاب الرياض تصرف تصرفات متعددة تتضمن جدلية دقيقة جدا في علاقته بالممالك في المشرق خصوصا دول الخليج، وهي علاقة متينة من جميع النواحي ترقى إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية خصوصا موقفهم من الصحراء، ولكن في نفس الوقت الملك يبذل مجهودا ليميز نفسه من خلال العمل على تبليغهم رسالة » انا منكم ولكنني اختلف معكم هنا او هنا، فحتى عندما يستجيب لمطالبهم ، يقول بلكبير، مثلا قطع علاقته مع إيران حاول أن يميز بين موقفه من إيران وموقف دول الخليج ». ومضى بلكبير يقول » أن الملك هو الوحيد في الدول الإسلامية حسب علمي الذي أرسل رسالة لترامب بصفتيه( رئيس لجنة القدس وملك الملك) عندما قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وسجل بلكبير أنه « على المستوى التاريخي أصبح لدينا وثيقة مهمة وهي أن الموقف الرسمي المغربي والموقف الرسمي الاسلامي ممثلا في لجنة القدس يرفض هذا القرار الامريكي. وتابع » ان السيسي دعا الفلسطينيين إلى عدم التضحية بحياتهم والاسرائليين إلى عدم استعمال القوة المتطرفة ثم يردف (السيسي) على كل حال ليس بيدنا ما نقدمه أكثر من هذا الموقف ، في مثل هذا الشرط ويبادر إلى بناء مستشفى يعني ذلك دعم النضال وكما اعتبر أن بناء هذا المستشفى هو موقف ايجابي من الانتفاضة والتي هي ضد صفقة القرن ، ذات البعد الاستراتيجي في سياسة الامبريالية الامريكية وأكدد على أن المبادرة الملكية هي موقف اكثر من رمزي وديني وسياسي ولايمكنه فصله عن الموقف الفرنسي خصوصا والأوروبي عموما