في ظل استمرار التوتر لليوم التاسع على التوالي في المسجد الأقصى على خلفية إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرم القدسي أمام المصلين في خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن تجميد كافة الاتصالات الرسمية مع إسرائيل إلى أن توقف الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها عند مدخل المسجد. وبعد أن أكد محمود عباس، في خطاب ألقاه في اجتماع للقيادة الفلسطينية، على الاستمرار بدعم القدس وصمود أهلها، معلنا عن تخصيص مبلغ 25 مليون دولار جديدة لتعزيز صمود المقدسيين، شدد على ضرورة أن "يتحمل حكام العرب مسؤوليتهم في ما يحدث في القدس من تصاعد للانتهاكات الصهيونية". وكشف الرئيس محمود عباس أنه أجرى اتصالات مع الملك محمد السادس، الذي يرأس "لجنة القدس"، بالإضافة إلى كل من العاهل الأردني عبد الله الثاني، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام للجامعة العربية، ولجنة فلسطين في الأممالمتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، "من أجل وضعهم في صورة ما يجري في القدس، ومطالبتهم بتحمل مسؤولياتهم". في السياق ذاته، وجهت العديد من الشخصيات والفعاليات السياسية مناشدة إلى الملك محمد السادس، بصفته رئيس "لجنة القدس"، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن مقدسات المسلمين، والعمل على ثني الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ مثل هذه الخطوات التصعيدية التي من شأنها أن تشوه الوضع التاريخي للأقصى. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي موقف رسمي من الرباط، دعا رشيد فلولي، منسق المبادرة الوطنية للدعم والنصرة، إلى تفعيل "لجنة القدس" التي يرأسها الملك محمد السادس، وعقد لقائها بشكل عاجل، نظرا للمكانة الرمزية لهذه اللجنة وارتباطها التاريخي والمادي في تقديم الدعم للبيت المقدسي. وقال الناشط رشيد فلولي في تصريح لهسبريس: "إن تحرك الملك محمد السادس من شأنه أن يكسر جدار الصمت على مواقف الأنظمة العربية والمؤسسات الرسمية بخصوص انتهاك مقدسات الأمة الإسلامية"، لافتا إلى أن الأوضاع في الحسيمة "لا يجب أن تنسينا القضية الفلسطينية التي يعتبرها المغاربة عبر التاريخ قضية وطنية". وأوضح أن المحنة التي يمر منها الأقصى اليوم يجب أن تلقى الدعم نفسه والاهتمام الذي يوليه المغاربة لأحداث الحسيمة؛ "لأن المغاربة عبر التاريخ دائماً كانوا سباقين إلى نجدة القدس". جدير بالذكر أن عددا من الهيئات المغربية نظمت وقفات في كل من الرباط والدار البيضاء، واستنكرت ما وصفته ب"الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى" و"الصمت العربي الرسمي". وفي آخر التطورات، واصل المصلون، أمس الجمعة، الامتناع عن الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الالكترونية التي وضعها الاحتلال. وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن المصلين أدوا صلاة الفجر خارج أسوار الحرم القدسي، وسيواصلون اعتصامهم حتى إزالة البوابات الالكترونية وإلغاء إجراءات الاحتلال في حق الأقصى، مضيفا أن الأوضاع في القدس ما زالت متوترة بشكل عام، خاصة بعد سقوط ثلاثة شهداء وإصابة العشرات.