دعا الباحث والسياسي عبد الصمد بلكبير، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى ضرورة الإسراع في تطبيع العلاقات مع إيران وعلى جميع المستويات، خاصة وأن نفوذها الدبلوماسي اليوم -كما ورد في البيان- هو أقوى ممن «نراهن» عليهم في الغرب، وذلك فضلا عن مبدئيتها والتزاماتها الدينية والأخلاقية مع الوحدة الترابية للشعوب ومع استقلالها وسيادتها... ومع آل البيت. وأضاف بلكبير أن توحيد ودمج مراكز البحث النووي المغاربية، نواة لاتحاد لاحق، يتجاوز المطبات ويفكك الألغام الموروثة عن الاستعمار والمرعية والمستثمرة من قبله، نظير ما صنعته أوربا (1957) مع الفحم والحديد، حجر أساس اتحادها الراهن. وأشار بلكبير، في هذا البيان المعنون ب«إيران والشيطان: «إرادة الحياة»... تنتصر»، إلى أنه إذا كانت الحروب عموما امتدادا للسياسات، فإن حروب اليوم، وهي عدوانية واستعمارية أساسا، أضحت تتوسل أسلحة خفية «ناعمة (=ثقافية - إعلامية - دينية - لغوية...)، وهي أثبتت أنها أنجع وأقل خسارة، وأكثر مردودية عليها، مادامت تنتج عنفا متبادلا بين ضحاياها أنفسهم وبأيديهم». وساق كمثال، في هذا الإطار، انتصار إيران على الغرب وما لحقهم من خسائر وهزائم حتى وإن حاولوا تبخيسها، حيث قال: «ومن ذلك مؤخرا، انتصار إيران، إدارة وشعبا، على الإمبرياليات وتوابعها الرجعية، وذلك بعد مقاومة وصمود أسطوريين... خاصة مع تحقيقهما، في ذات الوقت، لمنجزات علمية وتقنية وثقافية وسياسية.. لا حصر لعددها ولا حدود لأهميتها (إيران هي الأولى عالميا في نسبة التقدم العلمي السنوي 17 في المائة). وأكد أن هذا الانتصار بقدر ما هو هزيمة لجميع الرجعيات الاستعمارية والصهيونية بأقنعتها الدينية الثلاثة، وتفجير لتناقضاتها، وإفشال لمخططاتها العولمية المتوحشة وأبناكها الربوية وشركاتها الاستغلالية العابرة... هو انتصار لجميع شعوب الأرض، بمن فيها شعوب الغرب بالذات، ودعم لكفاحاتها الاجتماعية والديمقراطية. واعتبر بلكبير أن هذا الانتصار هو من بشائر استكمال التحرير والتحرر الوطنيين واقتحام مرحلة «الاستقلال الثاني» للشعوب المستضعفة وناقصة السيادة، على مستوى الحق في البحث العلمي والاستقلال الثقافي... شرط التنمية المتواصلة (=المطردة) والمستدركة لأزمنة الاستتباع والاستعمار الجديد..».