أمام عدم توفر معظم المقاولين الشباب على الموارد المالية الذاتية الكافية لإطلاق مشاريع تعتمد على استثمارات كبيرة، وبالنظر إلى عدم إمكانية الحصول على تمويلات مصرفية في ظل عدم التوفر على ضمانات كافية خاصة بالنسبة لمشاريع المقاولات حديثة النشأة، يظل الاعتماد على الموارد البشرية الكفأة أحد أهم العوامل الحاسمة في نجاح أي مشروع للمقاولة الصغرى والمتوسطة. هذا ما يؤكده كل من محمد أعراب، الخبير المحاسباتي لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء، إذ يقول إن الموارد البشرية المكونة والمدربة تشكل عاملا لا يستهان به في ضمان نجاح أي مشروع مقاولاتي. الخبير أعراب يعتبر أن الاختيار الصائب للكفاءات البشرية التي ستواكب نمو مشروع المقاولة يلعب دورا حاسما في استمرارها في سوق يشهد تنافسية أكبر. يقول أعراب "الكثير من المقاولين الشباب يعتبرون أن مجال المقاولات وإنشاؤها والعمل في إطارها هي تجزية للوقت!.... هذا أمر غير صحيح وبعيد كل البعد عن الواقع... فالمقاول الشاب يجب أن يكون مستعدا لأن يتقبل مسألة واحدة حاسمة وهي أن إنشاء المقاولة مسألة سهلة لكن ضمان استمراريتها يتطلب الكثير من التفاني في العمل". ويضيف هذا الخبير، المتخصص أيضا في مواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة في أعمالها، أن "المقاول يجب أن يشتغل ما بين 10 إلى 15 ساعة يوميا إن هو أراد ضمان نجاح مشروعه، ولا يجب عليه أن يتقاعس أو يرمي بالمسؤولية إلى جهات أخرى لا علاقة لها بمشروعه". كما يؤكد محمد أعراب "هناك مسألة حسن اختيار الموارد البشرية وتوظيفها في المكان المناسب، تشكل مسألة حيوية بالنسبة لأي مقاولة... والمقاول الشاب يجب عليه أن يأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة". ويضيف "قد يكون المقاول لا يتوفر على الموارد المالية الكافية لتوظيف الكفاءات اللازمة لهذا الغرض...لكن هناك حل ويتمثل في توحيد الجهود بين الكفاءات الشابة والدخول في شراكات وإنشاء مقاولة مشتركة لتوحيد جهودهم من أجل تقليص التكاليف إلى حد ما، والرفع من قوتهم التنافسية في السوق". مسألة أخرى تتعلق بضرورة وضع استراتيجية متوسطة المدى، خاصة بالنسبة للمقاولين الذين يتوفرون على طموح لتوسيع نشاطهم وتوطيده، وهو ما يحتم عليهم وضع استراتيجية جيدة ومناسبة للموارد البشرية وإدارتها، والحرص رفع درجة الرضا والسعادة لدى هذه الموارد البشرية، وجودة أدائها، سواء كانوا يتوفرون على عاملين مثلا أو 20 عاملا... فالأمر سيان. وتظل مسألة أخرى مهمة وحاسمة أيضا بالنسبة للجانب المتعلق بالموارد البشرية ويتمثل في ضرورة حرص صاحب المشروع على تلافي كل ما يمكن أن يتسبب في تدني أو انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين في المقاولة. ففي حالة استشراء هذا الشعور، يقول الخبراء، فإنه يزيد شعور عدم الانتماء والولاء لدى العاملين اتجاه المقاولة، مما يؤدي إلى تباطؤهم وعدم مبالاتهم عند قيامهم بأداء عملهم مما ينعكس سلبا على نشاط المقاولة وجودة خدماتها، ويخفض من مستوى تنافسيتها في السوق ويعرضها لمخاطر هي في غنى عنها. اكتشفوا Kangoo الجديدة