يلاحظ المتتبعون لشأن المقاولات أن التوجه الراهن في عالم المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب، يقوم على إحداث مقاولات ناشئة لكنها تتميز بكون الشباب الذين يقومون بتأسيسها يتوفرون على خبرة في مجال تطوير برامج معلوماتية وتكنولوجية، مما يجعلهم يساهمون في خلق قيمة مضافة عالية تؤثر إيجابا على العجلة الاقتصادية بشكل ملحوظ. واعتبر أنس الشرفي رئيس الجمعية المغربية لمراكز الأعمال، في تصريح لهسبريس أن توجه الشباب المغربي للاعتماد على المبادرة الحرة والتشغيل الذاتي، يعكس التطور الكبير في أوساط الشباب ورغبتهم في الاعتماد على النفس وإنشاء مقاولتهم الخاصة. لكن هل تكفي الرغبة من أجل التمكن من إنشاء المقاولة الخاصة وإنجاحها؟ الأكيد لا، يجيب أنس الشرفي، الذي يضيف أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن يتم توفيرها من أجل إنجاح أي مشروع كيفما كان حجمه أو أهميته. أولى هذه الشروط، هو التوفر على فكرة للمشروع التي يجب أن تكون منطقية تقوم على ضرورة التوفر على التجربة الكافية في مجال تخصص المقاولة، يقول نفس المصدر الذي يضيف "لا يمكن أن نبدأ في أي مشروع من دون فكرة التي يجب أن تكون مصممة لسوق معين...لكن يظل تحويل هذه الفكرة إلى مشروع في حد ذاتها امر صعب، ويتطلب الكثير من العمل والتضحيات والمغامرة، مما يحتم ضرورة الإيمان بهذه الفكرة والعمل الجاد والتدبير الجيد للمشروع" . ويؤكد رئيس الوكالة المغربية لتنمية المقاولات، أن الشروط لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوزها إلى ضرورة توفير الإمكانيات المادية الدنيا، مع ضرورة العمل لأقصى مدة ممكنة يوميا. وقال في هذا الإطار "إذا كان المستخدم يشتغل 8 ساعات يوميا، فإن صاحب المقاولة الشابة يجب عليه أن يشتغل 12 ساعة على الأقل يوميا خاصة في السنتين الأوليتين...أنا هنا أتحدث عن التجارب التي واكبت خلالها شباب في مسارهم المقاولاتي"، يقول الشرفي. وبخصوص حرص المقاول الشاب على تقليص التحملات المالية للمقاولة، يوضح الشرفي في هذا الشأن أن "هناك حلول منطقية ومعقولة وآمنة في هذا الإطار، فالمقاول الشاب يجب عليه أن يوفر مقرا اجتماعيا للمقاولة وخط هاتفي وفاكس وكاتبة بأقل كلفة...وهذا أمر ممكن ابتداء من 200 درهم شهريا من خلال حلول التوطين التي توفرها مراكز الأعمال، وهذا حل ضمن مجموعة من الحلول الأخرى...."، يورد رئيس الوكالة المغربية لتنمية المقاولات. إلى ذلك تؤكد إحصائيات المهنيين العاملين في مجال إنشاء المقاولات الصغرى إلى تزايد إقبال الشباب على تأسيس شركاتهم الخاصة خلال السنوات الثلاث الماضية. فالإحصائيات تشير إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تمثل 93 في المئة من مجموع المقاولات المحلية وتشغل 46 في المائة من اليد العاملة، في حين تساهم بنسبة 38 % من الناتج الداخلي الخام الوطني، و20 % على مستوى القيمة المضافة الاجمالية، حسب أنس الشرفي، الذي يؤكد أن نسبة المقاولات التي يتم إنشاؤها في الوقت الراهن يقف وراءها شباب تتراوح اعمارهم ما بين 20 و40 سنة على أبعد تقدير. اكتشفوا Kangoo الجديدة