لا يتردد مجموعة من الخبراء العاملين في مجال إنشاء المقاولات الصغرى، في وصف مسألة إنشاء المقاولة بالامتحان الذي يجب على المقاول أن يكد ويجد حتى يتمكن من تجاوز الصعاب التي تصادفه أثناء تسييره لمشروعه. ويرى محمد أعراب، الخبير المحاسباتي لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء والمتخصص في إنشاء المقاولات، أن هناك انطباع خاطئ وسط فئة من الشباب بكون إنشاء المقاولة هي "وصفة سحرية" تمكن الشخص من حصد الأموال بسهولة. ويؤكد أعراب أن هناك من يعتقد أن إنشاء المقاولة يعني أن تكون رب شركة تصدر الأوامر فقط وأنت مرتاح على أريكة مكتبك. "كل هذه مفاهيم خاطئة يجب على الجميع أن يمحوها من ذهنه، فالمقاولة تتطلب مجهودا مضاعف من صاحب الشركة حتى يضعها على السكة الصحيحة". ولا يتقاسم الخبراء رأيا سائدا في أوساط العموم بأن الحصول على زبناء في السوق يتوقف على العلاقات. ويؤكدون في هذا الإطار "الأمر الحاسم هو الخبرة والتنافسية لا أقل ولا أكثر... فالكل يبحث عن المردودية لشركاته ... والزبون يبحث عن بضائع وخدمات ذات جودة عالية وأسعار مناسبة....". ويؤكد أنس الشرفي، رئيس الجمعية المغربية لمراكز الأعمال، أن المقاول يجب أن يبتعد عن الروح الانهزامية. ويقول في هذا الإطار "الأحكام المسبقة هي من أسهل الحجج التي تقف عائقا أمام شريحة من الشباب وتجعله يتردد في خوض مغامرة إنشاء المقاولة". ويقول الشرفي "إنشاء المقاولة... طريق ليس بالسهل بتاتا.. لكنه ليس بالمستحيل "، مضيفا "ما يجب أن يعلمه الشباب هو أن تجربة إنشاء المقاولة تحتمل الفشل كما تحتمل النجاح، وكل ذلك في مصلحة المقاول... فإنشاء المقاولة تجربة قد تحتمل النجاح كما الفشل الذي هو نجاح في حد ذاته ويعطي الدروس ورصد مكامن الخلل في المشروع". ويشير رئيس الجمعية المغربية لمراكز الأعمال، إلى أن المقاول الشاب يجب عليه التقيد بالمبادئ الأساسية التي تقوم على دراسة المشروع والتفاني في العمل والبحث عن أسواق وضمان خدمات بأسعار مواتية وبجودة عالية آنذاك سيفرض إسمه في السوق". ويضيف " الاستسلام يجب أن يكون من المصطلحات التي لا يجب على المقاول الاعتراف بها... فإن فشل في المرة الأولى فهو سيتعلم من أخطائه وتجعله أكثر مناعة في التجربة الموالية.... هذا إن فشل بطبيعة الحال". اكتشفوا Kangoo الجديدة