من الأمور التي يساعد مخطط الأعمال الخاص بالمقاولة الناشئة على تحديدها إعداد تقديرات الميزانية الخاصة بها، وذلك طوال نشاطها لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات. ويؤكد مهنيو قطاع إنشاء المقاولات الصغرى والمتوسطة أن وضع هذه الميزانية غالبا ما يساعد المقاول الشاب على التوفر على رؤية واضحة عن مستقبل مقاولته وتأمين مصاريفها الثابتة. فإعداد الميزانية هي ببساطة عملية تهدف إلى التحقق من قدرة المقاولة على البقاء على المدى المتوسط، كما أنها تساعد المؤسسات المصرفية على وضع الثقة فيها في حالة رغبتها الحصول على تمويل جاري أو تمويل عملياتها التجارية أو الصناعية. "المقاول الذي يحرص على التوفر على ميزانية تشغيلية واضحة المعالم، يضمن استقرارا داخليا لمقاولته" يقول أنس الشرفي الخبير في مجال إنشاء المقاولات، الذي يضيف أن إعدادها مسألة سهلة تقوم على أسس علمية وتحضيرها يجب أن يتم من طرف خبير في المجال. ويتابع الخبير في مجال إنشاء المقاولات، قائلا: "إن الميزانية الخاصة بالمصاريف المتوقعة طوال فترة محددة تمتد ما بين سنتين وثلاث سنوات، يجب أن تحتوي على الأموال الخاصة بالخزينة والتي تهم تسديد كل ما يتعلق بالمصاريف الضرورية، وتسديد المشتريات وتوقع المبيعات وتحصيل مبالغها. كما تتضمن الميزانية التشغيلية بيانات الأرباح ومداخيل المبيعات". كما أن مسير المقاولة، يقول نفس المصدر، مطالب بتحديد كافة المصاريف الثابتة والمتغيرة كمصاريف كراء المقر ومصاريف خطوط الهاتف والفاكس والأنترنيت، إلى جانب الأجهزة المعلوماتية والطابعات في حالة كانت المقاولة بحاجة إلى مثل هذه التجهيزات، إلى جانب كل ما يتعلق بالاستهلاك اليومي من الورق وغيره. ويضيف أن هناك المصاريف الأخرى المتعلقة بأجور الموظفين في مرحلة بداية عمل المقاولة، التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، حيث يتوجب عليه وضع توقعات إضافية في حالة اتساع حلقة أعمال المقاولة مما يستدعي في الكثير من الأحيان زيادة عدد العاملين وبالتالي ضرورة اللجوء إلى الرفع من الكتلة الأجرية العامة للمقاولة. وإغفال مثل هذه التفاصيل، يؤكد الشرفي، قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالمقاولة وبتوازنها المالي، مضيفا أن ضمان التوازن المالي للمقاولة من العوامل الحيوية الحاسمة في ضمان نجاحها، وهو ما يستدعي ضمان هيكلة مالية واضحة وشفافة وواقعية. اكتشفوا Kangoo الجديدة