على بعد أسابيع قليلة من انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال يبدو أن الخلافات داخل الحزب المشارك في التحالف الحكومي مرشحة نحو مزيد من التعقيد، على خلفية واقعة صفع عضو اللجنة التنفيذية يوسف أبطوي البرلماني منصف الطوب، التي توجد بيد القضاء. ووفق معطيات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن الاجتماع الطارئ للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية الذي انعقد الخميس، وناقش موضوع الاعتداء الذي تعرض له أحد أعضائه في دورة المجلس الوطني للحزب، رفع مذكرة إلى الأمين العام نزار بركة، قدم فيها مجموعة من المطالب لإنصاف المعني. وحسب مصادر حضرت الاجتماع فإن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، الذي يترأسه نور الدين مضيان، طالب في مذكرته الموجهة إلى بركة بفتح بحث معمق مع عضوي الحزب محمد سعود ويوسف أبطوي، باعتبار "مسؤوليتهما الواضحة والمباشرة في الحادث المؤسف، لكشف أسبابه المعلنة والخفية، وخاصة أهدافه الرامية إلى زرع الفتنة والتشويش على النجاح الكبير الذي شهدته أشغال المجلس الوطني ومخرجات التوافق الواسع والمحمود الذي توج آخر اجتماع للجنة التنفيذية للحزب"، وهو الأمر الذي يمثل اتهاما غير مباشر لعضوي اللجنة التنفيذية بمحاولة نسف التوافق الحاصل داخل الحزب حول المؤتمر ومخرجاته. ولم تقف مذكرة الفريق البرلماني عند هذا الحد، بل طلبت من الأمين العام التعجيل ب"توقيف جميع المتورطين في هذا الاعتداء احتياطيا، في مختلف أجهزة الحزب، وخاصة عضوي الحزب محمد سعود ويوسف أبطوي، إلى حين انعقاد اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب، وفق المقتضيات المنصوص عليها في النظامين الأساسي والداخلي للحزب، وترتيب الجزاءات المناسبة في حقهم". وحث نواب الحزب بالغرفة الأولى الأمين العام نزار بركة على دعوة رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة إلى "إعفاء أحد المعتدين باعتباره يتحمل مسؤولية سياسية باسم الحزب في ديوان الأخ رئيس المجلس"، في إشارة إلى يوسف أبطوي الذي يشغل مهمة في ديوان رئيس الغرفة الثانية بالبرلمان، وتورط في حادثة صفع زميله في الحزب. يذكر أن برلماني حزب الاستقلال بمدينة تطوان منصف الطوب مازال مصرا على متابعة زميله في الحزب يوسف أبطوي أمام القضاء بسبب سلوكه المشين في حقه، إذ أقر في تصريح سابق لهسبريس بأنه يواجه "ضغوطات نفسية واجتماعية بسبب الحادثة التي أثرت عليه وعلى أفراد أسرته"، وأضاف: "لا أقدر على الخروج إلى الشارع كما العادة. وأعتقد أن الشارع كله ينظر إلي وأصبحت مدمر النفسية"، معتبرا أن "الوضع صعب".