طمأن مهنيو اللحوم الحمراء عموم المغاربة بخصوص توفر ما يكفي لتموين الأسواق في رمضان من هذه المادة الأساسية لدى العديد من الأسر خلال الشهر الذي يحظى بأهمية دينية ووجدانية كبرى، نظرا لأداء شعيرة الصيام؛ كما يرتبط بالعديد من العادات الاستهلاكيّة التي تحضر فيه بشكل حصري. وبخصوص الأسعار لم ينف المهنيون الذين تواصلت معهم هسبريس أنها ستعرف "ارتفاعاً طفيفاً" طيلة الشهر المذكور؛ بينما عدت جهات مهنيّة أخرى الارتفاع "ظرفيا، متصلاً بنمط استهلاك المغاربة الذي يكون مكثّفاً في اليومين الأخيرين قبل رمضان وفي الأيام الأولى"، وأكدت "أهمية اللجنة التي أحدثتها وزارة الفلاحة لأغراض متعلقة بالتموين وتدبير الأسواق". "كميات مهمة" عبد الرحمان مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، قال في تصريح لهسبريس إن "الولادات التي بدأت منذ شهري أكتوبر ونونبر أفرزت توفر كميات جد مهمة من اللحوم، ستكفي لتموين شهر رمضان وشهور بعده"، مشيراً في الصدد ذاته إلى أن "الأثمان ستعرف عموماً ارتفاعات طفيفة راجعة إلى الارتفاعات العامة في أسعار السلع". ورغم تراجع مؤشرات التضخم في المغرب، أرجع مجدوبي الارتفاع إلى "التضخم والجفاف؛ فهما مازالا مساهمين في تحديد الأسعار، التي تشهدُ نوعاً من الاستقرار، فثمن الكيلوغرام من لحم الأبقار يباع ب80 درهما في مناطق كثيرة، بينما يباع لحم الأغنام ب95 درهما للكيلوغرام الواحد"، مشيراً إلى "استقرار الارتفاع عند نسبة 15 في المائة، رغم أن أسعار الأعلاف عرفت ارتفاعا كبيراً". وشدد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز على "دور الدعم العمومي في استقرار الأسعار"، مؤكداً "توفر المنتج الوطني من اللحوم بكميات كثيرة، أكثر مثلا من فرنسا التي تعاني من نقص كبير رغم غزارة الأمطار التي تشهدها مناطق كثيرة، ومنها مثلا العاصمة باريس"، وزاد: "رغم الصعوبات كلها لم نجد يوما مجزرة على مستوى التراب الوطني فارغة، ولهذا ستكون كميات اللحوم عند الموعد مع المستهلكين خلال الشهر الفضيل". ويعوّل المهني ذاته على "اللجنة التي أحدثتها وزارة الفلاحة لكي يتمّ ضمان التموين في ظروف آمنة وعادية"، منبهاً إلى "حيوية دور الوسطاء في هذه الفترة الحاسمة"، وأضاف: "الوسيط يعدّ ضروريّا في سيرورة الإنتاج، نظراً لتوفره على رأس المال. وسيتمّ تكثيف النشاط خلال رمضان، بحكم ارتفاع الاستهلاك خلال هذا الشهر الذي يحظى بخصوصية كبيرة في نمط عيش المغاربة وتعاملهم مع العديد من المواد الغذائية". "الاستهلاك يرفع الثمن" محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، أكد "ارتفاع أسعار اللحوم في الأيام الأولى من رمضان، نظراً للارتباك الذي يحدثُ في الكميات التي يقتنيها المغاربة في الفترة المذكورة"، لافتاً إلى أن "الارتفاع مع ذلك لا يعرف مستويات قياسية، بل هو محدد في بعض الدراهم فقط، لذلك يُفضل أن يحافظ المغاربة على نمط الاستهلاك العادي خارج شهر رمضان لكي تظل الأسعار على حالها". وعكس مجدوبي، قلّل جبلي من "فعالية اللجنة التي أحدثتها الوزارة"، قائلا: "المغرب يعتمد سوقا حرة تحتكم إلى العرض والطلب؛ وليس هناك من يمكن أن يفرض ثمنا معينا للبيع، فهذا يصطدم مع حرية المنافسة"، وزاد: "يمكن أن يكون دور اللجنة مهما في أمور أخرى، لكن نظراً لعدم توفّر معطيات دقيقة حولها يصعب الحديث عنها؛ لذلك الأساسي هو تغطية حاجيات الشهر الفضيل". وأبرز المتحدث عينه أن "المنتج الوطني هو المتوفر بكميات كبيرة، ويوجد إلى جانبه ما تبقى مما تم استيراده السنة الماضية، لأن الاستيراد حاليا يعرف صعوبات كثيرة على مستوى الجهات المصدرة"، خالصاً إلى "عدم تأثير ذلك عموماً على تغطية الحاجيات خلال الأيام المقبلة بعد الشروع في الصيام"، وخاتماً بأن "الرهان الذي لدى المهنيين هو أن يذهب المواطن إلى الجزار ويجد ما يريده، وهذا متوفر دون شكّ"، وفق تعبيره.