أكد رئيس غوايانا عرفان علي، الجمعة، أن بلاده تريد السلام مع جارتها فنزويلا، على خلفية نزاع مستمر منذ قرن بشأن السيادة على منطقة إيسيكيبو، تفاقم أواخر العام الماضي. وقال علي خلال قمة لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيلاك) في سانت فنسنت وغرينادين: "نريد السلام. نريد الازدهار لجيراننا وللجميع في هذه المنطقة"، وأضاف: "أنا على استعداد للتحدث مع الرئيس (الفنزويلي نيكولاس) مادورو في أي شأن قد يساهم في تعزيز العلاقة بين بلدينا". وتطالب فنزويلا بمنطقة إيسيكيبو التي تشكل نحو ثلثي أراضي غويانا، وتصاعدت المخاوف من نشوب نزاع عسكري أواخر العام الماضي قبل أن يتعهد البلدان بالامتناع عن استخدام القوة لتسوية النزاع الحدودي. وجاء اللقاء الجمعة في أجواء أكثر ودية مقارنة بتلك التي سادت اجتماعهما في ديسمبر في سانت فنسنت وغرينادين أيضا. وقدم علي زجاجة كحول لمادورو الذي قدم له بدوره صندوقا يحتوي على منتجات فنزويلية، وقال له بالإنجليزية: "سلام وحب". وأضاف مادورو: "آمل أن تتعمق العلاقات الطيبة التي أقيمت من أجل الحوار... وأن نبحث وجها لوجه... عن حل صحي وسلمي ودبلوماسي للخلافات والجدل القائم بيننا منذ القرن التاسع عشر". ومن بين الرؤساء الذين حضروا قمة مجموعة سيلاك البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والكولومبي غوستافو بيترو، والكوبي ميغيل دياز كانيل، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ومنطقة إيسيكيبو موضوع نزاع حدودي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي ترفض فنزويلا اختصاصها في هذه القضية. وتعدّ إيسيكيبو 125 ألف نسمة من عدد سكان غويانا البالغ 800 ألف نسمة. وتصاعد الجدل منذ 2015 عقب اكتشاف شركة النفط الأميركية العملاقة "إيكسون موبيل"، التي كانت تعمل بموجب تراخيص من غويانا، كميات كبيرة من احتياطي النفط في المنطقة التي تبلغ مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع. ثم نظمت حكومة مادورو استفتاء مثيرا للجدل غير ملزم، وافق فيه المشاركون بأغلبية ساحقة على إنشاء إقليم فنزويلي في إيسيكيبو، وفق نتائج رسمية. وبقي منسوب التوتر مرتفعا في وقت سابق هذا العام مع وصول سفينة حربية بريطانية إلى مياه غويانا ردت عليه كراكاس بتعبئة أكثر من 5600 جندي لتمارين عسكرية قرب الحدود المتنازع عليها. وأكد علي أن المناورات "لا علاقة لها ب... الجدل"، منددا بعمليات "توغل في المجال الإقليمي لغويانا" دون إضافة تفاصيل.