رغم اغتياله قبل نحو ثمان سنوات، إلا أنه مازال ذلك القائد الأسطوري الذي كانت تخشاه طالبان.. ولو أن "أسد بانجشير" مازال حياً، لكان قبض على زعيم تنظيم القاعدة، هذا ما يقوله العديد من الأفغان، وما خلص إليه الكاتب سيباستيان جونغر. "" يقول الروائي جونغر إن أسد بانجشير، واسمه الحقيقي أحمد شاه مسعود، كان يتمتع "بجاذبية عجيبة.. فالمرء لا يحتاج للتحدث بلغته كي يقع في سحره." ويعتبر شاه مسعود حالياً بطلاً قومياً في أفغانستان، بل وأصبح الشخصية النموذجية للزعيم الأفغاني المتنور، الذي تحتاج البلاد إلى مثله بشدة، كما يقول بعض الأفغان. لقد اغتيل مسعود قبل يومين من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، والتي ارتبط منفذوها بتنظيم القاعدة، على أنه رغم مضي ثمان سنوات على اغتياله، إلا أن هالته تهيمن على أي زعيم محتمل لأفغانستان والأفغان والباحثين. لو كان حياً لقبض على بن لادن يقول المؤلف الروائي إن الحكومة الأفغانية كانت متهمة بأنها فاسدة وضعيفة، في حين أن مسعود كان يتسم بالنزاهة والقوة. وكان مسعود يتمتع بسمعة المواطن الأفغاني القومي، الذي ما كان ليسمح لأي جماعة خارجية، كالروس والباكستانيين وطالبان، بل وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالسيطرة على أفغانستان، بحسب ما ذكرته الأفغانية ريبا شوريش شاملي، مؤسسة "التحالف النسائي للسلام وحقوق الإنسان في أفغانستان." تقول زيبا إن "كل ما أراده مسعود هو أن تكون أفغانستان للأفغانيين.. ولو كان حياً وعلى رأس السلطة الآن فإنه لن يتنازل أبداً." لقد أصبح مسعود رمزاً للمقاومة إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، وبعد الانسحاب السوفيتي من البلاد، بدأ مسعود حربه ضد حركة طالبان، وذلك لاعتراضه على تفسيرها المتشدد للإسلام وطريقة معاملتها للنساء. وخلال معركته ضد طالبان، أصبح مسعود من ألد أعداء زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. تقول زيبا إن مسعود اغتيل قبل يومين من أحداث 11/9 لأن بن لادن كان يخشى "أسد بانجشير"، ذلك أن معرفته بطبيعة الحدود الباكستانية الأفغانية ربما كانت ستشكل تهديداً أكبر على حركة طالبان، في حال تلقى دعم أمريكي. واتهمت جهات أفغانية تنظيم القاعدة بأنه يقف وراء اغتيال مسعود. وتضيف أنه "لو كان زعماء تنظيم القاعدة مختبئين تحت الصخور، لعثر (مسعود) عليهم.. إنه من ذلك النوع من الرجال.. كان من الممكن أن يعثر على بن لادن." القاتل الجميل غير أن آخرين يرون أن أحمد شاه مسعود لم يكن يختلف عن أي "أمير حرب" آخر يحاول أن يحكم قبضته على أفغانستان اليوم. ويبررون رأيهم هذا بأن مسعود تولى حقيبة الدفاع في الحكومة التي أقيمت بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، وانتهى الأمر بنشوب حرب بين أمراء الحرب، واتهم رجاله بأنهم ارتكبوا مجازر بحق المدنيين العزل. ويصفه مؤلف غربي آخر، بول فيتزجيرالد، مؤلف كتاب "الحكاية الخفية لأفغانستان" بأنه "القاتل الجميل." ويقول إن مسعود لم يكن بذلك السوء، ولكن من وجهة نظر أفغانية، فإنهم كلهم كانوا "مجرمي حرب."