تحدث تقرير حديث للمعهد الدراسات الإسرائيلي للأمن القومي عن الحاجة إلى مبادرة جديدة لإعادة العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحالية؛ وهي تشديد "دول اتفاقات أبراهام" على إحراز تقدم في القضية الفلسطينية. التقرير، المعنون ب"حان الوقت لمبادرة عربية جديدة"، بيّن أن "الدول الموقعة على اتفاقات أبراهام، بالإضافة إلى السعودية التي تتفاوض حول الأمر قبل الحرب، تدعو بشكل واضح إلى إحراز تقدم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبشكل صريح ربط تطور اتفاقات أبراهام بإقامة الدولة الفلسطينية". وحسب المصدر ذاته، فإن "وقف الحرب في غزة، والتقدم على مستوى الساحة الفلسطينية، من شأنهما أن يعطيا للدول المطبعة للعلاقات، وأيضا السعودية، القدرة على توسيع وتعزيز اتفاقات أبراهام مع تل أبيب". وقال المعهد، المعروف اختصار ب" INSS"، إن "التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيعرف مطالب وتغييرات كبيرة من قبل الرياض، كما أن مبادرة السلام الجديدة سيتعين على إسرائيل أيضا أن تدخل تعديلات فيها". وأضاف المصدر أن "الإعلان المتجدد من جانب إسرائيل، والذي يعترف بمبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات، إلى جانب الالتزام الحقيقي بتعزيز السلطة الفلسطينية، من شأنه أن يتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن لبنية إقليمية جديدة، وهي رؤية أمريكية تعتمد على تسريع عملية التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مما يضيف طبقة حاسمة إلى اتفاقيات أبراهام". وأوضح "INSS"أنه "يمكن لمبادرة سلام جديدة أن تخفف من المشاعر المعادية لإسرائيل في الشارع العربي، والانتقادات الداخلية للمملكة العربية السعودية لدعمها غير المباشر لاتفاقيات أبراهام". وأبرز المعهد الإسرائيلي "ضرورة النظر إلى المبادرة باعتبارها نقطة انطلاق للمفاوضات"، لافتا الانتباه إلى أن "اتفاقيات أبراهام عززت بشكل ملحوظ موقع إسرائيل الاستراتيجي في المنطقة قبل الحرب". وأقر واضعو التقرير بأن "مبادرة السلام العربية القديمة، التي تشدد على التطبيع مع إسرائيل دون تفاوض سياسي، قد عفى عليها الزمن بالفعل"، كما أن فرضية كون "السلام مع الدول العربية لم يعد مشروطًا بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" قد ثبت أنها غير صحيحة. ووضح المعهد الدراسات الإسرائيلي للأمن القومي أنه "بعد ثلاث سنوات من اتفاقات أبراهام، من الواضح أن القضية الفلسطينية لا تزال على جدول أعمال العالم العربي، وبالتأكيد بين الجمهور العربي، حيث الدعم للفلسطينيين قوي وبارز في الشارع؛ ما يعني أن دفع العملية السياسية من شأنه أن يساعد بشكل كبير في تعزيز جهود التطبيع وتوسيع نطاقها".