توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بتوضيحات من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتزنيت حول واقعة إصابة أطفال بالإقليم بداء الليشمانيا. وتعليقا على الموضوع، قال مصدر مسؤول، في تصريح لهسبريس، إن عدد المصابين بالليشمانيا على مستوى الإقليم تم حصره إلى حدود اليوم في ست حالات؛ واحدة تتعلق بتلميذ بالتعليم الأولي بجماعة الركادة، والحالات الخمس الأخرى لتلاميذ بجماعة أملن، اثنان بالتعليم الأولي وثلاثة بالتعليم الابتدائي. وأضاف المصدر ذاته أن مصالح مندوبية وزارة الصحة تعاملت بشكل فوري مع الواقعة، إذ انتقل فريق مختص إلى مقرات سكن المصابين وقام بتحريات ميدانية شملت الحالات المصابة ووسطهم الأسري والمدرسي، موازاة مع أخذ عينات وإجراء تحاليل مخبرية لتأكيد الإصابة ونوعها ومصدرها، والبحث عن حالات أخرى مشابهة بالمحيط. وأوضح المتحدث أن المجهودات المذكورة تكللت بالتكفل بعلاج بجميع الحالات المؤكدة، إضافة إلى مباشرة البحث عن وجود دبابة الرمل باعتبارها ناقل المرض بالبيوت وحظائر الحيوانات، فضلا عن تنظيم حصص توعوية حول التدابير الوقائية. وطمأن المسؤول بمندوبية وزارة الصحة بتزنيت عموم ساكنة الإقليم بكون المصالح المختصة تسيطر على الوضع، موردا أن غالبية الحالات المكتشفة جرى رصدها بعد عمليات كشف قامت بها الفرق المعنية التي تباشر بشكل موسمي حملاتها الميدانية للتشخيص والكشف عن المصابين بداء الليشمانيا خلال هذه الفترة من السنة التي تسجل ظهور حالات عادية، مستحضرا المجهودات التي تم القيام بها سنة 2018 ومكنت من محاصرة الداء قبل انتشار رقعته بجماعة الركادة التي سجلت ظهور حالات آنذاك. من جهته، قدم محمد بن سي بلا، إطار بمكتب حفظ الصحة والبيئة بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتزنيت، مجموعة من النصائح والإرشادات لتجنب انتشار المرض، منها التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية في حالة ظهور أعراض المرض قصد الكشف المبكر، والتزام المصاب بالبروتوكول العلاجي الموصوف من طرف الطبيب. كما أكد الإطار الصحي ذاته، في تصريح لهسبريس، أهمية تغطية الندوب الجلدية ليلا لتجنب العدوى، واستعمال المبيدات للقضاء على الناقل عند الاقتضاء، مؤكدا ضرورة انخراط الفاعلين والشركاء في إطار مقاربة التدبير المندمج لمحاربة نواقل الأمراض والبرنامج الوطني لمحاربة الأمراض الطفيلية للمساهمة في نظافة المحيط وإزالة أماكن توالد الذباب وتحسيس الساكنة. وشدد ابن سي بلا في حديثه على ضرورة تعاون جميع الشركاء لمحاربة داء اللشيمانيا بالإقليم، كل من موقعه وإمكانياته، موردا أن مسؤولية وزارة الصحة تكمن في التشخيص المبكر وعلاج الحالات والتوعية الصحية بالوسط المدرسي والتجمعات السكانية، فيما تبقى على عاتق الجماعات الترابية خدمات إزالة أماكن توالد الذباب وتهيئة المجازر الجماعية والمطارح ونظافة المحيط والمستنقعات والنقط السوداء بشكل عام، وكذا توعية وتحسيس الساكنة. "أما مصالح التجهيز والنقل فتبقى مسؤوليتها في هذا الإطار مرتبطة بتهيئة الوديان وجنبات المسالك الطرقية، في الوقت الذي تتدخل فيه وزارة الفلاحة بشراكة مع المجتمع المدني في الجانب المتعلق بإزالة الأعشاب وتنظيف السواقي، كما تعتبر الجمعيات النشطة في المجال البيئي شريكا أساسيا في المساهمة في حملات النظافة بالمراكز الحضرية والدواوير، وهي مجهودات تلعب فيها السلطة المحلية دور التنسيق بين كافة المتدخلين، بمن فيهم الساكنة التي يناط بها دور المساهمة في نظافة المحيط"، يضيف إطار حفظ الصحة والبيئة. تجدر الإشارة إلى أن الليشمانيا هو مرض طفيلي يصيب الجلد ويؤدي إلى ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتيمترات وتدوم من 20 يوما إلى 8 أشهر في حال عدم اخضاع المصاب للعلاج، وينجم إثر تعرض المصاب للسعة أنثى ذبابة الرمل غالبا في مناطق الجسم المكشوفة، خاصة الوجه والأطراف. ويكون التماثل للشفاء بواسطة العلاج أو بشكل تلقائي، وتخلف الإصابة ندوبا. وبخصوص الطفيل المسبب لهذا الداء، فهو أحادي الخلية من نوع الليشمانيات الذي يعيش ويتكاثر داخل خلايا الجهاز المناعي التابعة لجسم كائن ثديي مضيف، وبإمكانه العيش والتكاثر في أمعاء ذبابة الرمل، أما خازن المرض فيكون هو الشخص المصاب وذبابة الرمل التي تعتبر الناقل الرئيسي للداء، وهي حشرة صفراء لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة، تنتقل قفزا ويزداد نشاطها ليلا دون إصدار أي صوت، الشيء يمكنها من لسع الشخص دون أن يشعر بها.