احتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، المؤتمر الدولي الأول حول العمل التطوعي في موضوع "دور العمل التطوعي في بناء المجتمعات المعاصرة"، نظمه مختبر القانون والسياسات العمومية بالكلية ذاتها، ومركز تكامل للدراسات والأبحاث، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل. وعرضت خلال هذا المؤتمر مجموعة من الأوراق العلمية من تخصصات متعددة ومتنوعة، لأساتذة وخبراء وطلبة باحثين، في إطار المحاور المبرمجة التي همت العمل التطوعي بين بناء المجتمع وبناء الذات، التطوع والتنمية، التطوع والأزمات، التطوع والنوع، التطوع وأضداده، نقد التطوع، التطوع والقانون، التربية على قيم التضامن والعطاء والتطوع. وعرف اليوم الأول من المؤتمر "تنظيم جلستين علميتين، بالإضافة إلى جلسة افتتاحية؛ وتميزت هذه الجلسة بكلمات كل من عميد الكلية، الذي أكد أن التطوع يشكل رأسمال مهما بالمغرب، ورئيس شعبة القانون العام، الذي دعا إلى ضرورة تشجيع العمل التطوعي، الذي يدخل في إطار الموروث الثقافي المغربي وضمن مبادئ الدين الإسلامي". من جانبه أوضح مدير مختبر القانون والسياسات العمومية "أهمية التطوع كقيمة إنسانية متأصلة في المجتمع المغربي من خلال الممارسات التي تظهر في أوقات الأزمات وفي الفترات العادية"، فيما توقف المندوب الجهوي لمؤسسة هانس زايدل المغرب-موريتانيا عند "نقطة تمويل المجتمع المدني لنفسه بالاعتماد على نفسه"، قبل أن يشير رئيس مركز تكامل للدراسات والأبحاث إلى أن "الاشتغال والتحضير لهذا المؤتمر الدولي الأول من نوعه دام لأكثر من سنة ونصف السنة"، موردا أنه "أصبح ذا أهمية كبرى بعد كارثة زلزال الحوز". وتطرقت الجلسات الموضوعاتية لمجموعة من القضايا، من قبيل "العمل التطوعي ورهان تدبير الأزمات والمخاطر، وعلاقة التطوع الرقمي بالرأسمال الاجتماعي، والإطار القانوني والتنظيمي للتطوع التعاقدي بالمغرب، والعمل التطوعي بالمغرب بين التأهيل القانوني والممارسات البيروقراطية، والعمل التطوعي في الشمال والجنوب، والنساء المغربيات والعمل التطوعي بين الرغبة في خلق الفرص وتحدي التغلب على العقبات". كما تناولت الجلسات قضايا أخرى ك"شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تعزيز ثقافة العمل التطوعي أثناء الكوارث المرتبطة بالظواهر الطبيعية، ومساهمة العمل التطوعي في حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وسوسيولوجيا التطوع: رأس المال الاجتماعي عند بيير بورديو ونقد التطوع المدني في المغرب، والتطوع كوسيلة لتعزيز ديناميكيات الهوية في الفضاء التراثي لمدينة مكناس". واستأنف المؤتمر الدولي أشغاله خلال اليوم الثاني من خلال "عرض مجموعة من الأوراق باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، تناولت دور التطوع في تعزيز المشاركة المواطنة في الجماعات الترابية، كما بحثت أسباب انحسار الوقف في المغرب وآفاق استثماره؛ فيما تناولت إحدى الأوراق موضوع التحول الذي عرفه المغرب من خلال الانتقال من نظام الجماعة إلى نظام الجمعية، إضافة إلى التطوع وديناميات التضامن الاجتماعي المجالي". وتطرقت بقية المداخلات إلى "الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه الجامعة في تطوير الوعي التطوعي لدى الطلاب، والخلفية التقليدية للمجتمع المغربي المبنية على التطوع بشكل يومي ودائم، والأهداف المتوخاة من التطوع مع ضرورة تطوير قيم التضامن والتكفل من أجل استثمارها بشكل أفضل في العمل التطوعي، والعراقيل التي تواجه المتطوعين، والعمل التطوعي ومميزاته"، بالاضافة إلى "تأثير التطوع في الأطفال الصغار". ومن خلال الأوراق المقدمة والنقاش التفاعلي تم تسجيل مجموعة من التوصيات التي دعت إلى "رسم سياسات عمومية وفق الخصوصيات المغربية متعلقة بالتطوع والعمل التطوعي"، و"ضرورة تشجيع البحث العلمي والأكاديمي في مجال التطوع، وتفعيل القانون المتعلق بالتطوع التعاقدي، وتطوير الإطار القانوني المتعلق بمجال التطوع"، و"تقوية العمل التطوعي وتثمين المجهود الذي يبذل في مجال التطوع في الوسط المدرسي، والإدارات العمومية، المقاولات الخاصة...".