في الصورة الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون إف كينيدي عبد الأمريكيون القوة منذ السنوات الأولى لوصولهم إلى أرض المهجر، ومارسوا الإرهاب، واتخذوه سياسة لهم، بل رفعوه إلى درجة يمكن القول معها إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمارس سياسة المدافع والطائرات،وفي سجلها ما يندى له الجبين، فأكثر من 500 عام من تاريخها ما زال مجبولا بدماء الأبرياء، الهنود الحمر، ودماء السود الأرقاء، وفي مرحلة تالية تصدير هذه الروح العدوانية وهي روح تتنامى مع تنامي القوة الأمريكية. لقد لخص الباحثون أكثر من 120 حربا وحملة اسعمارية قادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل بداية القرن 20. "" ومع بداية القرن 20 وحتى الحرب العالمية الثانية نفذت أمريكا مالا يقل عن 50 عدوانا عسكريا،اعتداء مسلحا وأعمال قرصنة، أما قمة الإرهاب فكانت إبادة هيروشيما وناجازاكي، وبدوره حاول معهدبروكينفس الأمريكي في واشنطن دراسة دور القوات المسلحة الأمريكية كأداة للسياسة الخارجية الأمريكية في عام 1946-1975 ، وكانت نتائج الدراسة مذهلة للغاية، فخلال الثلاثين عاما الماضية استخدمت أمريكا قواتها المسلحة لأغراض سياسية شهريا، تقريبا في 215 حالة، طرحت مسألة اسخدام السلاح النووي 33 مرة في جدول العمليات في واشنطن بما في ذلك التهديد المباشر لما كان يسمى بالإتحاد السوفياتي في 4 مرات. وهكذا بدأ العصر الأمريكي، ودخل العالم في صراع ما يسمى بالحرب الباردة، وكانت الولاياتالمتحدة زعيمة ما يسمى بالعالم الحر أو الغربي، وقبل نهاية القرن 20 كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد حققت نصرها بسقوط الإتحاد السوفياتي، وهكذا بدأ العالم أحادي القطب وزاد ت الهيمنة الأمركية التي ترى أن مصالحها تمتد بامتداد العالم، ومن هنا فلا بد من قوة عسكرية تدافع عن هذه المصالح، وتطلب ذلك إنشاء جيش هائل ودعيم وتطوير الأبحاث العسكرية، ونشر قواعد حول العالم والسعي الدؤوب نحو ما هو مخيف ومرعب، وقادر على حسم المعركة خلال دقائق وثوان، ومنذ سنة 1975 إلى سنة 1986 لجأت الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضا 44 مرة للاستعراض العسكري لتعيم سياستها الخارجية. ويشير الدارسون إلى أن 20 إلى 25 مليون إنسان ماتوا بسبب الصدمات التي سببتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تدخلت القوات الأمريكية في كل زاوية من زوايا العالم واستخدمت 80% من أسطولها البحري، وطيرانها العسكري 50% ، والقوات البرية 20% ولم تقف عند الإسخدام المباشر للقوة بل عملت على تدعيم الأنظمة الموالية لها، ونفذت مخابراتها مالم تستطع القوة العسكرية أن تنفذه بالشكل المباشر. وفيما يلي عرض لبعض الأعمال العدوانية الأمريكية: * التنكيل في اليونان عام 1947-1949 : يشير مؤلفو كتاب الروح العسكرية الأمريكية إلى أن اليونان كانت المسرح الأول للتنكيل الأمريكي بالقوى الديموقراطية، وذلك من عام 1947 إلى 1949 ، وقد ساعدت على قتل أكثر من 154 ألف إنسان،أي أكثر من خسائر اليونان في الحرب العالمية الثانية. * إيطاليا عام 1948 : يوم 18/4/1948 ، اقتربت السفن الحربية التابعة للأسطول السادس الأمريكي الفعال الموجودة بصفة دا ئمة في مياه المتوسط، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من السواحل الإيطالية، ودخلت حاملة الطائرات(ميدوي) المدن الإيطالية، ونزل إلى الشاطىء رجال المشاة البحرية، ورجال الشرطة العسكرية، ومن ثم إنزال أسلحة وذخائر، وذلك كله في سبيل التهويل بعد تسمية إيطاليا جمهورية. * العدوان على كوريا الديموقراطية الشعبية 1950- 1953 : في 25 يونيو 1950 قامت قوات كوريا الجنوبية باستفزازات ضد كوريا الشعبية، وقد قاومها الجيش الكوري الشعبي، فتدخلت الولاياتالمتحدة الأ مريكيةعبر غارات بربرية على المدن والمنشآت الصناعية، والقوات البرية الأمريكية نزلت في جنوب شبه الجزيرة الكورية. وبالرغم من التدخل الأمريكي المسلح فقد م حتى أواسط شتنبر 1950 تحرير 95% من الأراضي التي عاش عليها 97% من سكان كوريا. * الإطاحة بحكومة مصدق في إيران عام 1953 : في 19/8/1953 ، وبمشاركةcia)) نفذ الانقلاب الحكومي في إيران والذي نتج عنه سقوط حكومة مصدق غير المرغوب فيها أمريكيا، وقد كلفت هذه المغامرة القذرة التي قادها مدير إدارة المخابرات أ.دالاس 20 مليون دولار ساعده في ذلك أخوهجون فوستر دالاس الذي شغل منصب وزير الخارجية آنذاك، وشارك في الانقلاب حينها الرئيس الأمريكي إيزنهاور، وجاء إلى السلطة بسلالة بهلوي الملكية والتي حكمت بمباركة أمريكية حتى اندلاع الثورة الاسلامية في إيران في فبراير 1979 . * تدخل مسلح ضد غواتيمالا عام 1954: نفذت هجوما في يونيو 1954، وأسقطت حكومة البلاد الديموقراطية، ونشأ في البلاد نظام ديكتاتوري عسكري. * العدوان على لبنان عام 1958 : في 15 غشت 1958 ، قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدوان استفزازي ضد لبنان، فمن نفس الأسطول السادس الأمريكي التي جيء بها إلى سواحل لبنان أنزلت فصائل المشاة البحرية وفرق المشاة التي احتل بيروت وضواحيها، واستولت على الحضارات والموانىء، وأهم طرق المواصلات. * الأعمال العدوانية ضد كوبا منذ 1959 : * ومازالت مستمرة حتى الآن، وتفاصيلها تحتاج إلى مجلدات، ولكن كوبا مازالت تقاوم، وقد انتصرت على الروح العدوانية الأمريكية. * إسقاط حكومة باتريس لومومبا وقتله في عام 1960 في الكونغو. * إعدام المتظاهرين في باناما عام 1964 واختطاف رئيسها نورييغا. * الاعتداء على اللاووس عام 1964-1973 . * حرب فيتنام 1964-1973 . * الإطاحة بنظام سالفا دور ألندي في الشيلي في شتنبر 1973 . * التدخل في جمهورية الدومينيكان عام 1965 . * أعمال عدوانية ضد كمبوديا عام 1975 . * استعراض القوة ضد الهند عام 1975 . * الحرب المعلنة ضد إيران منذ 1979 . * حرب ضد نيكاراغوا منذ 1979 . * أعمال إرهابية في السالفادور 1981 . * أعمال استفزازية ضد ليبيا منذ 1981 . * ضد سوريا ولبنان منذ عام 1982 وحتى الآن. * ضد الصومال. * ضد السودان. * أعمال قرصنة في جمهورية الشيلي عام 1981 . * أعمال قرصنة في تشاد عام 1981 . * احتلال غرينادا عام 1983 . * التجسس على الصين في ربيع 2001 . * الحرب على أفغانستان في 7 أكتوبر 2001 بعد أحداث 11 شتنبر 2001 . * الحرب العدوانية على العراق في 20 مارس 2003 بتحالف مع ابريطانيا. ولا بد من الإشارة إلى أن الكاتب والمفكر الأمريكي من أصول يهودية نعوم تشومسكي كان قد فضح هذه التدخلات في كتابه الهام والمعنونالنزعة الإنسانية العسكرية الجديدة وهو كتاب من أهم الكتب التي تفضح الممارسات الأمريكية في العالم. * باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي-جامعة محمد الخامس- الرباط